تعاون بين المفوضية الأوروبية والأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث لمحاربة الكراهية والتمييز ضد مسلمي أوروبا | صحيفة السفير

تعاون بين المفوضية الأوروبية والأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث لمحاربة الكراهية والتمييز ضد مسلمي أوروبا

أربعاء, 22/03/2023 - 21:49

تم اليوم في بروكسيل لقاء بين السيدة "ماريون لاليس" ،منسقة المفوضية الأوروبية لمحاربة الكراهية ضد المسلمين والتمييز العنصري والدكتور إبراهيم ليتوس،المديرالعام للأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث .

وتباحث الطرفان خلال هدا القاء حول سبل تعزيز التعاون بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك ، ومن بينها معالجة مشكلة التمييز العنصري ضد المسلمين والتصدي لظاهرة كراهية الإسلام في دول الاتحاد الأوروبي من خلال مقاربة قانونية وحقوقية وثقافية وإعلامية ، تستند إلى الإعلانات والاتفاقيات والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية ، وتتماشى مع جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الحوارونشر قيم التسامح والتعايش .

وأكد الدكتور إبراهيم ليتوس أن اللقاء كان ناجحا بالنظر إلى التوافق الكبير بين المؤسستين بشأن مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا والحد من مخاطرها على السلم والأمن والدوليين ، وتهديد التماسك وقيم المواطنة في المجتمعات الأوروبية . وأوضح أن الأكاديمية ظلت في جميع بحوثها ولقاءاتها حريصة على التناول العلمي الأكاديمي لهذه الإشكالية ، واقتراح البدائل والحلول العملية ، وهو الأمر الذي نال استحسان منسقة المفوضية الأوروبية فقررت أن تصبح الأكاديمية الأوروبية للبحث والتنمية حليفا وشريكا رسميا للمفوضية الأوروبية لمحاربة الكراهية ضد المسلمين والتمييز العنصري .

وأشار إلى أن التعاون بين الأكاديمية والمفوضية سيخدم مصالح أوروبا الإستراتيجية و الأمنية ، ويمكن الجاليات المسلمة من العيش الكريم مع احترام الواجبات واكتساب الحقوق . ولذلك تم الاتفاق على إعداد برنامج عمل مشترك يتضمن عدة فعاليات يشارك فيها برلمانيون من أوربا وباحثون وأكاديميون من مراكز البحوث المتخصصة خلال الأشهر القريبة القادمة.

وأعلن المدير العام للأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث أنه في ختام المشاورات وتبادل وجهات النظر خلال هذا اللقاء تم الاتفاق على وضع مقترحات قوانين تخص تجريم التصرفات والأفعال والأقوال التي لها علاقة بالكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين في الدول الأوروبية و الذين يفوق أصبح عددهم يفوق 25 مليون نسمة .

وأكد أن الأكاديمية ركزت في ملفها الإقتراحي والإستشاري على ضرورة تنزيل خطة عمل متكاملة و تفعيل كل القوانين المتعلقة بتجريم الكراهية والعنصرية على مستوى الحاجيات الموجودة والدفع بالمتضررين من المسلمين لتسجيل ورصد هذه الخروقات الواسعة النطاق وذلك لمحاصرة جرم الكراهية ليس فقط على مستوى التعامل العام داخل الإدارات والمؤسسات ولكن أيضا داخل أروقة التعليم والسكن وطلبات التشغيل وكل المرافق الحيوية و حتى داخل القطاعات الحرة . وأوضح أن هذا العمل من شأنه أن يعيد لأوروبا قيمها الإنسانية والمعنوية وبالتالي يجنبها السقوط في متاهات التمييز العنصري ويحفظ أمنها الإقليمي والقومي من كل عناصر التخريب والهدم والتطرف ، ويجعلها فضاء ديمقراطيا حاميا للتنوع الديني ولحقوق الأقليات الدينية بدون استثناء التزاما بالقرار الأممي الداعي إلى عدم الإساءة للأديان .

تجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث تأسست عام 2012 ويوجد مقرها في بروكسيل ، وهي بمثابة مركز للأبحاث والدراسات يشتغل على المستوى البلجيكي والأوروبي والدولي حول قضايا التطرف والإرهاب ، والحوار الحضاري والتعايش وبناء السلم والتنمية ويقوم بالتدريب والتطوير في الحكامة وتكوين القادة ولديه شراكات دولية مع منظمات دولية حكومية وغير حكومية .

يذكر كذلك أن المفوضية الأوروبية عينت السيدة "ماريون لاليس" في شهر فبراير الماضي مُنسقةً جديدةً لمناهضة الكراهية ضد المسلمين. وتم تكليفها بالعمل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية والمجتمع المدني والوسط الأكاديمي لتعزيز استجابة السياسات في مجال مناهضة الكراهية ضد المسلمين. وهي خريجة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (جامعة لندن) وكلية أوروبا وجامعة تولوز ميريل. وشغلت منصب القائم بالأعمال بالنيابة ونائب سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن ، كما شغلت مناصب مختلفة في بعثات الاتحاد الأوروبي في دول غانا وموريتانيا والمغرب وفي إطار برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي لصالح الجالية القبرصية التركية.

وفي الأسبوع الماضي تعرضت السيدة "ماريون لاليس" لهجوم لاذع من جهات متطرفة في أوربا بعد أن نشرت مقطعاً مصوراً على صفحتها الرسمية على موقع تويتر بمناسبة اليوم العالمي ضد كراهية الإسلام حيث صرحت بأن "مكافحة الكراهية ضد المسلمين والأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم مسلمون هي جزء لا يتجزأ من العمل الأوسع حول مكافحة العنصرية والتمييز". وأضافت أن الأمر يتعلق "بحماية حقوق الأفراد جميعاً وليس حماية ديانة معينة بشكل خاص"، مؤكدة على أن "أعمال العنف والتحريض على الكراهية ضد المسلمين لا تتماشى مع القيم التي بني على أساسها الاتحاد الأوروبي، بل إن هذه الأعمال تزيد من الشعور بعدم الأمان من جانب مواطنينا".

--------------------------------------------------------------------
المحجوب بنسعيد
عضو فريق العمل في الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث