صدر حديثا كتاب جديد بعنوان ( قضايا في الحوار والاتصال) لمؤلفه الأستاذ المحجوب بنسعيد ، عن دار الأمان بالرباط. ويقع الكتاب في 234 صفحة من القطع المتوسط ، وهو عبارة عن دراسات ومقالات سبق أن نشرالمؤلف بعضها في مواقع وصحف إلكترونية داخل المغرب وخارجه ، وحظيت باهتمام العديد من الباحثين والإعلاميين المهتمين بقضايا الحوار والتعايش والتواصل الحضاري.
وفي مقدمة كتابه يقول المؤلف: " يكتسب موضوع الحوار والتعايش بين أتباع الأديان أهمية متزايدة في سياق الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لنشر ثقافة السلام ولتعزيز قيم التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب سعيا وراء إرساء قواعد السلام العالمي .إن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى تعزيز قيم الحوارعلى مختلف الأصعدة وبصورة خاصة على الصعيد الديني بين أتباع الأديان ، و بشكل أخص بين القيادات الروحية والنخب الفكرية و العلمية والثقافية ، لمواجهة العنف والغلو و التطرف ، والكراهية وعدم احترام كرامة الإنسان و حقوقه .إن القضايا التي يتناولها هذا الكتاب في شكل دراسات ومقالات تبدو متعددة ومتنوعة ، لكنها متكاملة تتمحورحول إشكالية واحدة هي العلاقة بين الحوار والاتصال في أبعادها الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية ."
ومن المواضيع التي تطرق لها المؤلف في كتابه موضوع الحوار بين المنظور الإسلامي والغربي ، وحتمية الحوار بين الحضارات من منظور إسلامي ، وتفاعل الحضارات من منظور غربي ، والتوجهات العامة للمواقف المعارضة لنظرية صراع الحضارات. كما تطرق الكتاب إلى خصائص الظاهرة الاستشراقية، و صورة الإسلام والمسلمين في الدراسات الاستشراقية ، وبعض الثغرات المنهجية في الرؤية الاستشراقية للإسلام ، والصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في المقررات الدراسية الغربية.
وتناول الكتاب قضية الاهتمام الدولي بمنع الإساءة للأديان ، وظاهرة التخويف من الإسلام )الإسلاموفوبيا ( وسبل معالجتها والحد منها ، وتحدث كذلك عن المضامين الإعلامية الغربيةعن الإسلام في ضوء القانون الدولي .
وأفرد الكتاب حيزا مهما للحديث عن موضوع حرية المعتقد في فرنسا ، والوجود الإسلامي في فرنسا ، وتحديات إثبات الهوية ومتطلبات اندماج المسلمين في فرنسا ، والأقليات المسلمة بين الحق في الهوية الثقافية وواجب الالتزام بالقوانين .وفي محور الإعلام والاتصال ، تناول المؤلف عددا من القضايا الراهنة منها الحاجة إلى التربية الإعلامية ، والمخاطر الأخلاقية والقانونية لشبكات التواصل الاجتماعي، والإعلام والإرهاب وخطر التطرف على الشباب ، ودور الإذاعة في التربية على الحوار والتصدي للتطرف .
يذكر أن الأستاذ المحجوب بنسعيد باحث مغربي في الاتصال والحوار الحضاري ، عضو الشبكة الدولية للصحافيين العرب والأفارقة ، ومستشار إعلامي وثقافي لرابطة العالم الإسلامي التي يوجد مقرها في مكة المكرمة . اشتغل سابقا في منظمة الإيسيسكو لمدة 18 سنة خبيرا في مديرية الثقافة والاتصال ، ثم رئيسا لمركز الإعلام والاتصال ومستشارا إعلاميا للمدير العام للإيسيسكو.