قبل أسابيع قليلة من انعقاد الدورة الحالية لمجلسكم الموقر اعتلى هرم سلطة البوليساريو أحد المطلوبين للعدالة الدولية على خلفية الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها تلك السلطة في حق إعداد كبيرة من الأشخاص ، وارتباطا بهذا الموضوع فإننا نذكركم من جديد بالمأساة التي ما زال يعيشها الناجون الموريتانيون جراء الآثار النفسية والجسدية لما تعرضوا له من تعذيب وحشي في المعتقلات السرية التي تديرها الشرطة السياسية للبوليساريو .
سيدي الرئيس :
إن هؤلاء الضحايا يتعذبون كل يوم وهم يرون جلاديهم يحتلون المناصب الرفيعة ويحظون بالحماية في صورة فاضحة تجسد سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها قيادة البوليساريو تحديا للهيئات الدولية التي تعنى بحماية حقوق الإنسان وعلى رأسها هذا المجلس ،وقد سبق لعدة منظمات دولية أن أثارت هذا الموضوع ووثقته في تقاريرها الرسمية وأوضحت أن قيادة البوليساريو لم تقم بأي جهد من اجل عزل المسؤولين عن تلك الانتهاكات وتقديمهم للعدالة .
وعليه فإننا ومن جديد نكرر مطلبنا للمجلس من أجل التحقيق فيما تعرض له هؤلاء الضحايا من انتهاك صارخ لحقوقهم تحقيقا للعدالة الكونية التي تأسس من اجل إرساء قواعدها وحتى لا تظل ظاهرة الإفلات من العقاب السمة التي تطبع عالما تريده البشرية خاليا من الظلم، يحظى فيه الضحية بالا نصاف الذي يصون كرامته وينال فيه الظالم العقاب الذي يتناسب مع ما ارتكبه من ظلم .
وشكرا سيدي الرئيس
مداخلة محمد فال القاضي رئيس جمعية ذاكرة وعدالة أمام مجلس حقوق الإنسان
جنيف في 19-09-2016
