بعد بيان رابطة الصحفيين الموريتانيين المتعلق بالوضعية المزرية التي تعيشها الصحافة الموريتانية الأسبوع الماضي، والبيان الذي صدر يوم أمس عن الصحف المستقلة والذي يصب في نفس الاتجاه، أصدر الناشرون الصحفيون الموريتانيون بيانا مشتركا، يفيد بتهديد استمرارية الصحافة الورقية بموريتانيا في ظل الوضعية الخطيرة التي تهدد كينونتها.
وقد تم تعيين يوم الأربعاء ٢٨ سبتمبر يوما للاحتجاب عن الصدور لفتا لانتباه السلطات والفاعلين الوطنيين والشركاء الدوليين إلى المرحلة الصعبة التي تمر بها هذه الصحافة التي تمثل أحد ركائز التنمية ورموز الديمقراطية في البلد.
نص البيان:
تعاني الصحافة الورقية وضعا غير مسبوق اليوم يهددها بإفلاسها التام خلال فترة وجيزة بسبب تضافر جملة العوامل، أهمها:
- الوضعية الصعبة التي تواجهها الصحافة الورقية عموما عبر العالم، منذ سنوات بسبب ثورة الإعلام الرقمي، التي استدعت تدخل حكومات دول عديدة لإنقاذها وضمان استمرارها.
- غلاء تكاليف إقامة المؤسسات الصحفية الورقية وتكاليف تسييرها مقابل رخص المقاولات الالكترونية رغم الديمومة والثبات اللذين تتمتع بهما الصحافة الورقية.
- تقادم وضعف خدمات ومستوى الطباعة في البلاد، وعدم القيام بأي جهود ملموسة لتحديثها والنهوض بها، حيث ان طباعة الصحافة الورقية ما تزال تتم في المطبعة الحكومية الوحيدة، وهي مطبعة عتيقة بنيت قبل خمسين سنة في ستينات القرن الماضي.
- غلاء أسعار الطباعة رغم تواضع مستواها والدعم الكبير الذي تتلقاه من صندوق دعم الصحافة سنويا.
- انعدام الاستثمار الحكومي والتشجيع اللازم من الحكومة ومؤسساتها المالية للاستثمار في هذا المجال لتطويره.
- انعدام مؤسسة وطنية للتوزيع ظلت الصحافة الورقية المستقلة تطالب بها منذ إنشاءها منذ ١٩٩١. مما جعل توزيع الصحافة الورقية محصورا في مربع صغير من العاصمة انواكشوط، بدل أن يتجاوزها إلى مختلف المدن الداخلية.
- انعدام آلية شفافة لتوزيع الإعلانات والاشتراكات، وتراجعها بشكل حاد في السنوات العشر الأخيرة قبل أن تتوقف تماما حاليا.
- انعدام الإعلانات المبوبة وقصر الإعلانات الحكومية منذ السنوات الأخير على الصحيفة الرسمية للدولة.
- تراجع اهتمام شركات الاتصال التي مثلت خلال السنوات الأخيرة أهم داعم عن طريق الإعلانات للصحافة الورقية بهذه الصحافة، لصالح الوسائط الالكترونية والوسائط السمعية البصرية.
ونظرًا لهذه الوضعية الخطيرة قرر الناشرون الموريتانيون القيام علو وجه الاستعجال بالخطوات التالية:
- تعيين يوم الأربعاء ٢٨ سبتمبر يوما للاحتجاب عن الصدور لفتا لانتباه السلطات والفاعلين الوطنيين والشركاء الدوليين إلى المرحلة الصعبة التي تمر بها هذه الصحافة التي تمثل أحد ركائز التنمية ورموز الديمقراطية في البلد.
- القيام بحملة تحسيسية تستهدف النظام والمعارضة والفاعلين الوطنيين وشركاء التنمية والهيئات الوطنية والدولية لمؤازرتهم في هذه المحنة.
- تشكيل لجنة متابعة يعهد إليها بصياغة الاحتياجات الأساسية العاجلة التي من شأنها أن تحول بينها وبين الاندثار، وتقديمها إلى الجهات المعنية.
حتى لا تصبح موريتانيا أول دولة تختفي فيها الصحافة الورقية.
المنسق:
- سي مامودو المدير الناشر لجريدة لفي أبدو