قامت مجموعة الضباط بانقلاب هادئ وسط أجواء مشحونة بالمخاوف والقلق على كيان البلاد في ضوء الهجمات العسكرية المتلاحقة على المدن في العمق الموريتاني وعلى المرافق الاقتصادية الحيوية وفور تنفيذ عملية الإطاحة بالحكم تم قطف رموز النظام كثمار ناضجة وتم وضع المختار بن داداه وكبار الموظفين رهن الإقامة الجبرية وأعلنت القيادة الجديدة عن نيتها الانسحاب من الصحراء. ورغم ما كان يحظى به المختار من احترام شديد فقد استوعب الشعب نبأ الإطاحة به بسرعة وخرجت مسيرات تؤيد النظام الجديد. لم تكن عملية الانقلاب العسكري ثمرة نضال عقائدي كما هو الشأن في كثير من الانقلابات التي عصفت بأباطرة في العالم العربي واضطلع فيها الجيش بدور التنفيذ فقط بوصفه القوة الوحيدة المنظمة والمنضبطة، لكنه كان عملية إنقاذ دبرت على عجل لاحتواء أزمة كادت تعصف بالبلاد وتلتهم كل مكتسباتها. قام بالتخطيط لهذه العملية والإشراف عليها عسكريون من ضمنهم بعض العناصر ذات الميول القومي واليساري لعبت دورا بارزا في التحضير والتهيئة العملية والتنسيق وإن كانت لم تستطع التحكم في توجيه الأحداث فيما بعد لتحقيق أهدافها المعلنة. كان من بين الحركات التي تعاونت بشكل أو بآخر مع العسكريين "البعثيون" و"الناصريون" و"الديمقراطيون"، وقد حددت لجنة الإنقاذ عند تسلمها مقاليد الأمور برنامج عمل من ثلاثة أهداف: إيقاف الحرب وتقويم الاقتصاد الوطني وبناء مؤسسات ديمقراطية.