1ـ غياب أحزاب منتدى المعارضة وحزب التكتل (رغم رفضي لمبدا مقاطعة الأحزاب السياسية لأي حوار ديمقراطي) حوَّل الحدث إلى صيغة مثعدَّلة ومُعادة من حوار 2011 مع أحزاب "المعاهدة"، وبالتالي أفقده جدوائيته، إذ لا يمكن وصفه بـ "الحوار الوطني الجامع" ولا بحوار بين السلطة والعارضة..
2 ـ أجمع المشاركون في "الحوار الوطني الشامل" خلال الجلسة الافتتاحية (وبعدها) على أن "موريتانيا بجميع ألوانها ومكوناتها الوطنية وطيفها السياسي، مُمثلة في هذا "التشاور"، ولم تغب عنه سوى "بضعة أحزاب مُفلسة سياسيا وشعبيا، تُعد على رؤوس الأصابع".. وأكد منظمو لقاء قصر المؤتمرات، والمشاركون فيه، والمدعوون إليه، وسياسيو الموالاة، ومحللوها، ومُدوِّنوها، أن قاعة قصر المؤتمرات اكتظت بالأحزاب الوازنة في الساحة الوطنية والتي تمثل الجماهير العريضة من الموريتانيين.. وعند إعلان مجموعة من أحزاب الموالاة تعليق مشاركتها في "الحوار الوطني الشامل" انهال عليها هؤلاء بقصف إعلامي وفيسبوكي شرس وغير مسبوق، فوصفوها بأنها "مجرد تراخيص لأحزاب لا وجود لها على أرض الواقع، ولا يظهر "أصحابها" إلا في المواسم السياسية".
حين جاؤوا للمشاركة كانوا يمثلون "أحزابا سياسية وازنة" وعندما اعترضوا وانسحبوا، تحولوا بقدرة قادر إلى "مجرد تراخيص بأيدي اشخاص لا هم لهم سوى الظهور في المواسم السياسية"....!
3 ـ حين اغتنم رئيس حزب "قوس قزح"، با الحسن، منبر الخطابة (وسط موجة تصفيق عارمة من القاعة) للتعبير عن موقف حزبه وطرحه وتشخيصه لأوضاع البلاد، ومقترحاته للإسهام في وضع تصور لما يراد أن تسفر عنه جلسات "الحوار الوطني الشامل"؛ اهتزت القاعة بالاعتراض على كلامه ووصفه بأنه "عنصري" وتسابق المُحللون (والملحلحون) والمدونون والبرلمانيون ونشطاء الموالاة إلى المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي كي يتنافسوا في سب الرجل وتخوينه والتشيك في وطنيته ومصداقيته.. رغم تأكيد أعلى سلطة في البلد، وأعلى قمة في رأس هرم الحزب الحاكم، والمسؤول الأول عن تنظيم لقاء قصر المؤتمرات، على الاستعداد الدائم ومد الأيدي باستمرار لجميع القوى السياسية التي لم تلتحق بعد بهذا "المسار" واستعدادهم التام لسماع ومناقشة كل الآراء والأفكار دون أية محاذير ولا خطوط حمراء....!
4 ـ أبدى المؤيدون الداعمون (تلقائيا) لجلسات "الحوار الوطني الشامل" (بمن حضر) ابتهاجا لا يضاهى بإعلان حركة "فلام" مشاركتها في لقاء قصر المؤتمرات؛ معتبرين الأمر "فتحا عظيما" و"نصرا مبينا"؛ مع العلم أن "فلام " حركة ذات خطاب عنصري صريح، وطرح انفصالي معلن ولا تحظى بأي ترخيص قانوني، خلافا لحزب با الحسنن ولمجموعة أحزاب الموالاة التي علقت مشاركتها مؤقتا في لقاء قصر المؤتمرات...!
أخشى أن يكشف لنا قادم أيام "الحوار الوطني الشامل" أن المنتدى والتكتل لم يكونا على خطأ برفضهما المشاركة في جلسات لقاء قصر المؤتمرات.
من صفحة الكاتب السالك ولد عبد الله على الفيس بوك