رغم أنَّها لم تبرحْ بعد السنة الحادية عشرة من عمرها، إلا أنَّ المرض الذي داهما منذ الأيام الأولى من خروجها إلى الحياة بمدينة الدار البيضاء سنة 2004، جعلَ وزنها يقفز، وهي ما تزالُ بعدُ صبيّة صغيرة، إلى 200 كيلوغرام.
آية، الطلفة ذات الأحد عشر ربيعا، والتي حظيت بتعاطف كبير بعد بثّ حالتها، وبخلاف الطفلات في مثل سنّها، لا تتحرّك إلا بصعوبة بالغة، نظرا لوزنها الزائد، الذي بسببه حُرمتْ من اللعب مع قريناتها، وحُرمتْ حتى من متابعة دراستها.
تعاني الطفلة آية من مرض جيني نادر، عانتْ معه هي كثيرا، وعانى معها أفرادُ أسرتها، "حتى بعض الأطباء لا يعرفون هذا المرض، بل منهم من يخافُ منها"، يقول والدُ آية التي ترقد في مصحّة خاصة بالعاصمة الرباط حاليا.
حينَ أدركَ والد آية أنّ وزنَ طفلته يزداد بشكل غير طبيعي، حملها إلى مصحة خاصة بالأطفال في مدينة الدار البيضاء، غير أنَّ قلّة ذات اليد حالتْ دون تمكّنه من مواصلة علاج ابنته هناك، فاضطرّ لنقلها إلى مستشفى عمومي.
وكانت الوجهة مستشفى ابن رشد، وهناك ستجد الطفلة آية نفسها أمام واقعٍ مرير، "في المستشفيات العمومية خاصك تدخّْلها من الشرجم باش تْحْطها، لأنهم يقولون إنهم لا يتوفرون على التجهيزات الخاصة لمعالجة هذا النوع من الأمراض"، يقول فالي خالد.
ولم يُسفر دخول آية إلى مستشفى ابن رشد عن أيّ نتيجة، ليتوجّه والدها بعد ذلك إلى طرق أبواب الجمعيات، علّه يجدُ من يساعده على توفير العلاج لطفلته، واحتضانها، لكنه لم يعثر على مُراده، لتَدْخُل الأسرة بكاملها في متاهة، كما يقول
ومن عتمة سراديب المتاهة انبعث بصيص أمل، حين وجدت حالة الطفلة آية طريقها لتصل إلى الرأي العام؛ حيث أسفر التعاطف الذي حظيت به عن تدخّل دكاترة بمدينة الدار البيضاء لاحتضان الطفلة والتكفّل بها.
وجرى نقلها إلى مصحة خاصة بمدينة الرباط؛ حيث تخضع حاليا لفحوصات قصد تشخيص حالتها بشكل دقيق، وهي تبدو، كما هو حالُ أسرتها، سعيدة بالرعاية الصحية التي تحظى بها، ويحذوها الأمل في أن تتمكّن يوما من اللعب مع قريناتها، وأنْ تعودَ إلى المدرسة التي هجرتْها بعد سنتين فقط من التحاقها بها.
لكنّ ذلك رهين بإيجاد من يوفّر ما يكفي من المال لعلاجها، خاصة وأنَّ المرض الذي تعاني منه يحتاج إلى متابعة دائمة للحيلولة دون تفاقم وتيرة ازدياد وزنها. ويتوجّه والدها إلى المحسنين لمساعدته على توفير الرعاية الصحية لابنته.