أكد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطاب القاه ظهر اليوم الاثنين في الجسلة الختامية للحوار الوطني السوداني العام بالخرطوم، أن نجاح الحوارالسوداني يعكس إرادة الشعب السوداني في الحفاظ على وحدته وبناء مستقبله، مبرزا أن نتائج هذا الحوار ستعطي زحما كبيرا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد الشقيق.
وأوضح ولد عبد العزيز الذي يحضر بوصفه رئيسا للجامعة العربية، أن موريتانيا تعتز بمشاركة الأخوة في السودان فرحة هذه المناسبة وتتوجه إلى جميع الاشقاء والشركاء بمؤازرة السودان في هذه اللحظة الفارقة.
وأوضح أن موريتانيا قدمت نموذجا ملهما في هذا السياق عبر حوارات متعددة شاركت فيها مختلف القوة السياسية الموريتانية، ومن أهم نتائج ذلك ما تنعم به البلاد من تعزيز الوحدة الوطنية ودعم الديمقراطية وإنصاف الشباب والنساء.
وفيما يلي نص الخطاب:
" بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، رئيس جمهورية السودان الشقيقة
أصخاب الفخامة،
أصحاب المعالي،
أيها السادة والسيدات،
أود في البداية أن أعبر عن خالص شكري لأخي فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير ومن خلاله إلى شعب وحكومة السودان الشقيق، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظينا بهما منذ وطئت أقدامنا هذه الأرض الطيبة.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
إن انطلاق المؤتمر العام للحوار الوطني السوداني،بهذا الزخم الوطني والدولي الكبير، يمثل نجاحا على أكثر من صعيد لكل القوى السودانية الخيرة التي آمنت بأهمية الحوار الوطني فانخرطت فيه بجد ومسؤولية خدمة لوحدة الشعب السوداني الشقيق وصونا لمصالحه الاستراتيجية ولمستقبل أجياله الصاعدة .
إننا في موريتانيا لعلى يقين تام من أن نتائج الحوار الوطني السوداني الشامل الذي انطلقت أعماله في العاشر من اكتوبر 2015، ستعطي دفعا قويا لمسيرة السلام والتنمية المستدامة في ربوع السودان الشقيق.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
إن موريتانيا لتعتز أيما اعتزاز بأن تشارك الأشقاء في السودان فرحة انعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني وتتوجه إلى زعماء الدول وإلى الحكومات العربية والافريقية والاسلامية وإلى المنظومة الدولية من أجل تقديم الدعم والمؤازرة لخيار الحوار والسلام والمصالحة في السودان الشقيق، هذا البلد الذي يشكل نموه واستقراره عاملا أساسيا لنمو واستقرار شبه المنطقة كلها.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد قدمت موريتانيا نموذجا ملهما خلال السنوات الأخيرة عندما نجحت تجربتها في إطلاق حوارات سياسية ودينية واجتماعية شارك فيها جل أطياف المجتمع الموريتاني. وقد كان من أبرز نتائج هذه الحوارات، تعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ الديمقراطية ومحاربة الغلو والتطرف وإنصاف الشباب والنساء.
ومواصلة لهذا النهج، أطلقنا مؤخرا بالتشاور مع كافة الأطياف السياسية والمجتمعية، حوارا شاملا ، إيمانا منا بأن الحوار يجمع الشمل الوطني ويكرس السلم الأهلي ويدرأ جميع الأخطار الداخلية والخارجية ويعزز القيم الوطنية ويحفظ هوية الشعوب.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد خطا التعاون الموريتاني السوداني خطوات إيجابية في مجالات عدة، ونحن نتطلع اليوم إلى تعزيز وتنويع هذا التعاون قناعة منا بوحدة مصير شعبينا الشقيقين وتوطيدا لأواصر الأخوة التي ربطت بينهما عبر التاريخ وخدمة للمسيرة التنموية لبلدينا الشقيقين.
وفي الختام، أؤكد لكم، صاحب الفخامة وأخي العزيز، وقوفنا الدائم إلى جانب أهلنا في السودان وإن أشقاءكم في بلاد شنقيط سيظلون متمسكين بمشاعر الأخوة والمودة والتقدير للشعب السوداني التي توارثوها عبر الأجيال والحقب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".