تباينت أسعار النفط في منتصف الجلسة الأوروبية بعد أن كانت بدأت يومها على إرتفاع متأثرة بتقارير عن وارادت خام قياسية إلى الهند ومحادثات بين منتجي منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومصدرين آخرين بشأن تقييد الإنتاج للتخلص من وفرة المعروض في السوق العالمية.
وصعدت العقود الآجلة لخامي القياس العالميين مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط أكثر من 10% منذ نهاية سبتمبر بدعم من التوقعات بأن يقدم كبار المنتجين على تثبيت مستويات إنتاج الخام
أو خفضها للتخلص من تخمة المعروض في السوق.
لكن ما زالت هناك شكوكا بشأن نوايا منتجين كبار مثل المملكة العربية السعودية وإيران ومدى فاعلية أي اتفاق في كبح الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية مرتفعة.
وقال تجار في آسيا إن أسعار النفط تلقت دعما من واردات الهند القياسية التي زادت 4.4% في سبتمبر مقارنة مع الشهر السابق إلى مستوى قياسي بلغ 4.47 مليون برميل يوميا وزادت 17.7% على أساس سنوي.
ويقول متعاملون في السوق منذ توقيع اتفاق مبدئي نهاية الشهر الماضي إن آفاق تنسيق تقييد للإنتاج بين الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين مثل روسيا ستدعم أسعار النفط فوق مستوى 50 دولارا للبرميل.
وصعد النفط أكثر من 13% في أقل من أسبوعين منذ أن اقترحت أوبك أول خفض للإنتاج في ثمانية أعوام.
لكن الأسعار ما زالت قريبة من نصف المستويات التي كانت عليها في منتصف 2014 عندما كانت تتجاوز 100 دولار للبرميل.
العيون على إسطنبول
وتتركز أنظار العاملين في القطاع النفطي على مدينة إسطنبول التركية حيث من المقرر أن تجري أوبك محادثات مع منتجي النفط غير الأعضاء في محاولة لوضع تفاصيل اتفاق عالمي لكبح الإنتاج لستة أشهر على الأقل بعدما أبدت روسيا دعمها للخطة.
وأجرى وزراء من الدول الأعضاء في أوبك محادثات خلال مؤتمر الطاقة العالمي في اسطنبول لكسب الدعم لاتفاق المنظمة الذي توصل إليه في الجزائر الشهر الماضي آملين تبنيه في نهاية نوفمبر.
وهبطت أسعار النفط أكثر من النصف منذ منتصف 2014 مع تضخم الإمدادات العالمية.
وبدا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح متفائلا بقرب التوصل الى إتفاق حيث لفت الى أنه “من واقع اجتماعاتي على هامش هذا المؤتمر … يتضح تماما أن الكثير من البلدان لا تدعم فقط قرار أوبك في الجزائر لكنها أيضا متحمسة للانضمام”.
وأضاف “لا نتحدث عن تأييد بل عن إسهام في الاتجاه الذي نصبو إليه وهو في الأساس أننا سنحاول الإسراع في عملية تحقيق التوازن الجارية بالفعل”.
ويعقد ممثلون لبعض دول أوبك ودول منتجة أخرى من بينها روسيا وأذربيجان وربما المكسيك اجتماعا معلى هامش مؤتمر الطاقة العالمي.
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إن أي اتفاق سيجري التوصل إليه سيستمر لمدة ستة أشهر في البداية ثم يخضع للمراجعة بعد ذلك.
وتابع “نحن واثقون من أن المنتجين الآخرين سينضمون لهذا (الاتفاق) لأنه في صالح جميع المنتجين… والمستهلكين أيضا”.
أما إيولوخيو ديل بينو وزير النفط في فنزويلا التي تعاني من أزمة سيولة إنه يفضل اتفاقا يستمر عاما كاملا بحيث يغطي فترات ذروة الإنتاج لشتى المنتجين.
وفي الشهر الماضي اتفقت دول أوبك في الجزائر على خفض بسيط في الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا. ويبلغ إنتاج أوبك حاليا مستوى قياسيا مرتفعا عند 33.6 مليون برميل يوميا.
وكانت وكالة الطاقة الدولية أعتبرت في تقرير أصدرته الثلاثاء أن إمدادات النفط العالمية ربما تنخفض بموازاة الطلب بشكل أسرع إذا اتفقت أوبك وروسيا على خفض كاف في الإنتاج لكن من غير الواضح مدى سرعة حدوث ذلك.
أما إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، فأشارت الى أنها لن تخفض إنتاجها قبل أن يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا وهو المستوى الذي كانت تنتجه قبل فرض العقوبات الدولية عليها في 2012 والتي تم رفعها في يناير الماضي.
أما وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فلفت أمام مؤتمر اسطنبول إن روسيا أكبر منتج للنفط في العالم ستبقى على إنتاجها الحالي دون تغيير في إطار أي اتفاق.
وضخت روسيا 11.1 مليون برميل يوميا في سبتمبر، في وقت كان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام المؤتمر نفسه أن موسكو مستعدة للانضمام إلى خفض الإنتاج المقترح من جانب أعضاء أوبك.