وضعت سيدة ليلة السبت الماضية بمستشفى الشيخ زايد ثلاثة توائم ذكور في حالة ولادة مستعصية استغرقت عدة ساعات.
اثنان من التوائم الثلاثة يوجدان في حالة صحية جيدة؛ بينما يوجد شقيقهما (الثالث) في حاضنة (Couveuse) وهو في وضع صحي مترد نتيجة إصابته ببعض الالتهابات. أما والدتهم صفية بنت أغيجيه فلا تزال ترقد لحد الآن على سرير المرض في تقسم الولادة والأمراض النسائية بمستشفى الشيخ زايد؛ حيث عانت خلال عملية الوضع من الإرهاق الشديد.. كما أصيبت بنزيف حاد زاد من تردي حالتها الصحية.
الأسرة التي كانت تتكون من أب ضرير، وأم عاجزة عن العمل، وثلاث بنات، وتسكن في عريش متواضع في منطقة نائية من حي تنويش، ازدادت بالتوائم الثلاثة في ظروف يصفها رب الأسرة الشيخ ولد بركه بأنها صعبة للغاية؛ حيث أكد هذا الأخير لـ"السفير" أن ظروف أسرته كانت صعبة في الأصل، وأنهم كانوا يقتاتون على ما يجود به بعض الجيران المطلعين على أحوالهم من أطعمة وصدقات؛ أما الآن فقد أصبحت لديهم "ظروف جديدة تقتضي شراء الأدوية والألبان، ومراجعة الأطباء، وتوفير الأغذية المناسبة للأم ولأبنائها الضعفاء".
وأضاف الأب وعيناه تغرورقان بالدموع: "ليس لنا إلا أن نحمد الله تعالى على ما نحن فيه؛ ولكنني أرجو من المحسنين وكل ذوي النوايا الحسنة أن يساعدوني في انتشال فلذات كبدي من المرض والجوع".
أما الأم التي عانت الكثير من المشكلات الصحية طيلة حملها؛ فقد قالت لنا إنها لم تكن تعرف بأنها حامل بثلاثة توائم رغم أنها كانت تحس بأن حملها ليس طبيعيا، نظرا لما تعانيه من الآلام التي أصبحت شبه ملازمة لها حسب قولها. وقالت صفية إنها لم تزر أي طبيب خلال فترة حملها؛ نظرا لوضعها المادي المتردي. وأضافت وهي ترقب التوأمين اللذين بجانبها بنظرات الحنان والرأفة والرحمة أنها تناشد كل المسلمين للمساهمة في تكاليف وأعباء التوائم الثلاثة؛ مشيرة إلى وضع أسترتها المادي في ظل عجز زوجها الضرير عن العمل وإقعاد المرض لها عن التحرك في سبيل توفير لقمة العيش.
الطاقم الطبي المشرف أكد لـ"السفير" أن الأم وتوائمها الثلاثة بحاجة إلى رعاية صحية دائمة، ونظام غذائي خاص.. وهو ما لا يمكن أن يتوفر لهم في حالة خروجهم من المستشفى. وقال الطبيب الذي أشرف على ولادتها إن إدارة المستشفى لم تأل جهدا في توفير كل المستلزمات الضرورية من فحوصات وأدوية وتسهيلات إدارية؛ وذلك بعد أن تأكد لديهم أن الأسرة معدمة ولا وجود لمن يساعد في نفقات علاجها. وعبر نفس المصدر عن قلقه من مصير هذه الأسرة بعد أن تخرج من المستشفى لمواجهة ظروفها المادية الصعبة في ظل وضعها الصحي الخاص.
محمد سيدنا عمر
"السفير" العدد: 340 الصادر بتاريخ 11 يوليو 2006