وضعت فرقة من الشرطة تابعة للمفوضية الثانية بالرياض ليلة الخميس اليد على مصنع بدائي للخمور في أحد المنازل الواقعة في ضاحية المقاطعة وتعود ملكيته لأجانب.
الأجانب الذين تعود إليهم ملكية المصنع المذكور تم إلقاء القبض على أحدهم وهو غيني الجنسية ويقبع حاليا تحت الحراسة النظرية بالمفوضية المذكورة.
وقد تمت عملية إلقاء القبض عليه بعد متابعة من طرف عناصر المفوضية لهذا المنزل جراء الاشتباه فيه؛ وذلك بعد أن تم تأجيره لهذه المجموعة التي اتخذت منه محلا لتصنيع الخمور وبيعها بداية الشهر الجاري.
وقد لفت انتباه عناصر الشرطة كون المنزل يظل خاليا إلا من شخص واحد يأتيه صباحا رفقة عربة لبيع الماء ويبقى بعد أن تفرغ العربة برميلين من الماء في حاويات المنزل. وفي المساء يأتي بعض السيارات لتحمل بقنينات من فئة 20 لترا.
الفرقة المذكورة تأكدت من استخدام المنزل بغرض صناعة الخمور من طرف عصابة تستأجره لهذا الغرض.
وخلال ليلة الخميس الماضي ألقت الفرقة القبض على الغيني وهو خارج من المنزل وبحوزته قنينة من فئة 20 لتر أخرجها منه لتوه، ليوضع المنزل تحت الرقابة بشكل رسمي قبل نقل محتوياته إلى العدالة.
الغيني المذكور -حسب مصادر مطلعة- اعترف للشرطة بممارسته لهذه المهنة منذ فترة بعد أن اتصل بمجموعات أقنعته بهذه المهنة فدخل معهم في شراكة، وتخلى عن مهنته الأصلية (البناء) مضيفا: "كنا في السابق نعمل عند مجموعات داخل العاصمة وبعد المداهمات الأخيرة أحسسنا بالخطر فاخترنا ضاحية نائية لممارسة صنعتنا التي تسمى بين متعاطيها سمسم، ونقوم بتسويق بضاعتنا في الأحياء الصغيرة نظرا لكونها في متناول هذه الطبقات، ولسهولة إعدادها؛ فهي عبارة عن خليط من المواد المحلية. ويبلغ السعر الإجمالي 16.000 أوقية للقنينة من فئة 20 لترا للموزعين. ونعمل على إنتاج ما يقارب 200 لتر يوميا، ونستخدم لهذا الغرض آلات بدائية؛ بدءا بخلط المواد وتصفيتها حتى يتم إرسالها إلى السوق.
المجموعة التي أعمل معها كلها من الأجانب؛ بعضهم من أبناء بلدي، والآخرون من جنسيات إفريقية مختلفة".
مفاجأة الجيران
بعض جيران المنزل لفتت انتباههم الروائح الكريهة المنبعثة من المنزل، إلا أنهم يقولون: "لم يخطر لنا ببال أن يقام في حينا مصنع لهذه المادة الضارة بالنفس والمال، ونحن نقدر عاليا الدور الذي يقوم به عناصر الأمن هنا في متابعة المجرمين بمختلف أشكالهم؛ رغم انعدام الإمكانيات المتوفرة للعناصر. أضف إلى ذلك أن كل ما يتوفر لدى المفوضيات أساسا وسيلة نقل لا تظهر إلا ليلا وعلى جانب الطريق في عملية تفتيش للسيارات تثار عدة أسئلة حول أهدافها وجدوائيتها؛ لذا نطالب المفوض بجعل هذه الوسائل لدى الأفراد المكلفين بمتابعة اللصوص والمجرمين حتى يتسنى لهم القيام بالمتابعة والمداهمة".
وخلال بحثنا عن مالك المنزل ثبت لنا أنه يوجد في إحدى البوادي وترك منزله للإيجار.
حالة ضمن حالات، وظاهرة من ظواهر أخرى.. تحاول العبث بهذا الشعب المسكين وإفساد عقوله؛ تارة بالمخدرات، وتارة بالخمور، وتارات بالتدخين.. فهل من منقذ؟
السفير الورقية.. العدد: 541 بتاريخ 22 يونيو 2007