في مواجهة الحاجة الملحة للحد من الاحترار المناخي، يدعو النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو الجميع إلى التحرك عبر تغيير العادات الاستهلاكية، وذلك في فيلمه الوثائقي "بيفور ذي فلاد" الذي قدم أول من أمس في لندن في عرض أول أوروبي.
ففي حين تدخل اتفاقية باريس لمكافحة الاحترار المناخي حيز التنفيذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يأخذ الممثل والمنتج الحائز على جائزة أوسكار هذا العام عن دوره في فيلم "ذي ريفننت" مشاهديه حول العالم في رحلة يلتقي خلالها خبراء وسياسيين لعرض تحديات التغير المناخي وآفاق الحلول.
ويوضح دي كابريو في الملاحظات المرافقة لإنتاج الفيلم الوثائقي "لم أكن أريد أن يخيف الفيلم الناس أو يقدم لهم إحصائيات ووقائع يعرفونها أصلا، لكني أردتهم أن يركزوا على ما يتعين ويمكن فعله فورا كي ننجح في ترك كوكب قابل للحياة للأجيال المقبلة".
فمن موقع تصوير "ذي ريفننت" في مقاطعة البرتا الكندية إلى ضاحية بكين الغارقة في التلوث مرورا بغرينلاند وارخبيل كيريباتي وجزيرة سومطرة، يجوب دي كابريو العالم ويلاحظ حجم الأضرار البيئية من ذوبان للجليد إلى ارتدادات التلوث على الحياة اليومية للصينيين مرورا بارتفاع مستوى مياه البحار الذي يهدد مستقبل الجزر والبشرية على المدى الطويل، إضافة إلى إزالة الغابات التي تشكل الرئة الخضراء للكوكب.
ويندد دي كابريو الذي عين رسول سلام في الأمم المتحدة لشؤون البيئة، بمواقف بعض السياسيين الذين ينكرون خطر الاحترار المناخي وعلى رأسهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، آخذا على هؤلاء تنظيمهم حملات إعلامية وممارستهم ضغوطا لإعاقة أي إصلاح بيئي.
ويسأل دي كابريو في هذا الفيلم شخصيات نافذة عدة بينهم بيل كلينتون وبان كي مون مرورا بالبابا فرنسيس، عن رأيهم في ما يمكن فعله لتفادي الكارثة المناخية.
وقال دي كابريو خلال عرض الوثائقي مطلع تشرين الأول (أكتوبر) في البيت الأبيض "إذا كنتم لا تعتقدون بوجود تغير مناخي، إذا أنتم لا تؤمنون بالوقائع ولا بالعلم، فبرأيي المتواضع يجب عدم السماح لكم بتولي وظيفة عامة".
وأكد مخرج العمل فيشر ستيفنز من ناحيته "كل ما يرد في الفيلم مبني على وقائع حصرا. على العالم أن يعي أن حملات هؤلاء السياسيين ممولة بجزء كبير من قطاع الطاقة الأحفورية. لذا من مصلحتهم القول إن التغيير المناخي غير موجود".-(أ ف ب)