إننا في مبادرة محاورون من أجل الوطن ، حرصا منا على مصلحة الوطن ، والمتمثلة في تحقيق الأهداف الكبرى للحوار الوطني الشامل ، الذي نعتبره السبيل الأنجع لتجميع رأي سياسي يوحد كلمة هذا الشعب ، ويجمع جهوده ومكتسباته في قطارالتنمية السيار نحو التقدم والازدهار، وفق رؤية علمية مؤسسة على مبدأ العدل والمساواة ، تعزز من دولة القانون والعدالة الاجتماعية ، وتضع حلولا استيراتيجية للإشكالات السياسية والانتخابية ، وترسي دعائم حكامة اقتصادية ومالية تتخذ من التوزيع العادل للثروة وسيلة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ، تراعي متطلبات تنمية مستديمة ، تأخذ في الحسبان حق الأجيال اللاحقة ،
لنرى أن من الضروري للموريتانيين اليوم بكل أطيافهم وألوانهم وجهاتهم :
استثمار سانحة الحوار الجاري ، واعتبارها فرصة نادرة للتشاور والتقارب والتفاهم ، وتغليب المصلحة العامة والقضايا المشتركة ، على الرأي الفردي أو الحزبي مع أخذ العبرة من الواقع العربي الملتهب الذي ينطق لسان حاله بأن الحوار هو بديل الحروب.
ونعتبرها فرصة لتجديد الدعوة للذين لم يلتحقوا بالحوار بأن يلتحقوا به تغليبا للمصلحة العليا للبلد ووفاء للوطن والشعب ، وأن لا يفوتهم دعم وتطبيق مخرجاته .
ونرى ضرورة إجراء إصلاحات وتحسينات دستورية على بعض المواد :
ü تكمل النقص
ü وتحذف المكرر
ü وتثبت الخصوصية الوطنية لهذا البلد الغالي .
و نظرا لأهمية المخرجات والمكتسبات التي ستنبثق عن الحوار الجاري - والتي تتضمن بالتأكيد مخرجات الحوار السياسي المنظم سنة 2011 - فإننا نقترح إنشاء هيئة عليا تكون معنية بتعزيز و تنفيذ مخرجات ومكتسبات الحوار .
وكنا قد أثرينا ورشات الحوار بمقترحات مهمة ضمنت في تقارير النقاشات خلال الأسابيع الماضية - ومن بينها ما يتعلق بالإصلاحات الدستورية - إلا أن جو الشد والجذب الذي عرفته ورشة الإصلاحات الدستورية أوجب علينا إفراد رأينا ومقترحاتنا في هذه الورقة ، وذلك على النحو التالي :
نقترح في المادة الثامنة (8) إضافة تعديل تحسيني على العلم الوطني ، بإضافة عناصر جديدة عليه ، ليصبح أكثر رمزية ، كإحاطة النجمة و الهلال بمستطيل أحمر اللون , إشارة إلى أن الأرض و القيم محمية من كل الجوانب ، فالعلم يجب أن يعبر عن الجميع ، وهو ما يستوجب تطويره وتحسينه ، وقد رأينا الولايات المتحدة غيرت علمها بضعا وعشرين مرة بإضافة نجمة في العلم لكل ولاية ، وتلكم روسيا وهي دولة نامية غيرت علمها ثلاث مرات ، وكذلك تركيا وسوريا ومصر وليبيا .
كما نقترح تغيير النشيد الوطني ، ليصبح أكثر دلالة و رمزية على الخصوصية الموريتانية ، فالنشيد الوطني الحالي مجرد مقطع من النشيد الأصلي المعزوف أوان الاستقلال ، وهو ما يعتبر تغييرا سبق على النشيد ، كما أنه يعبر فقط عن إسلامية مرجعية الدولة ولا يحقق الخصوصية الوطنية لبلدنا ، إذ ليست الجمهورية الإسلامية الموريتانية الدولة الإسلامية الوحيدة ، كما أن تغيير النشيد الوطني ليس منكرا ولا تجنيا على التاريخ ، والتاريخ مجرد جزء من هوية الدول ، فهذه كندا غيرت نشيدها بإضافة بسيطة متعلقة بالمساواة ، وكذلك العراق وسوريا والسعودية ومصر .
أما في ما يتعلق بالمادة (46) فإننا نقترح إلغاء مجلس الشيوخ و الإبقاء على نظام الغرفة التشريعية الواحدة (الجمعية الوطنية) , و باعتبار الدور التنموي المنوط بمجلس الشيوخ أصلا فإننا نقترح إنشاء مجالس محلية تحل محله ، وتقوم بالدور التنموي المباشر لتصبح المادة "يتشكل البرلمان من غرفة تشريعية واحدة و هي الجمعية الوطنية "
و نظرا إلى أن أغلب الديمقراطيات المعاصرة اشترطت في عزل رئيس الجمهورية من منصبه موافقة 4/5 من أعضاء الجمعية الوطنية و ثلثي أعضاء المحكمة الدستورية ضمانا لأكبر قدر من التوافق على العزل فإننا نقترح إلغاء محكمة العدل السامية و التي كانت تقوم بذات الوظيفة.