الأغلبية الساحقة من الشباب العربي ينبذون تنظيم "داعش" ويتوقعون إخفاقه في إقامة دولة إسلامية، حسب ما خلص إليه استطلاع رأي للشباب العربي قامت به شركة أصداء بيرسون –مارستيلر المتخصصة في الاستشارة في العلاقات العامة.
الاستطلاع السنوي الثامن والمعنون بـ"في عقول وقلوب الشباب العربي"، والذي اعتمد على 3500 مقابلة مباشرة مع الشباب ذكورا وإناثا بعدة بلدان عربية من ضمنها المغرب، خلص إلى عدة استنتاجات أبرزها أن الشباب العربي يرى في تنظيم "داعش" العقبة الكبرى التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، إذ عبّر 4 شباب من أصل 5 عن قلقهم إزاء تنظيم "داعش".
وحسب إحصاءات الاستطلاع ذاته، فقد استبعدت نسبة مماثلة من الشباب العربي أن يحصل تنظيم "داعش" على أيّ دعم؛ حتى لو توقف عن استخدام العنف المفرط. كما عبّر 76 في المائة من الشباب عن استبعادهم إمكانية نجاح تنظيم "داعش" في تأسيس دولة الإسلامية في العالم العربي.
وفيما يخص الأسباب التي تدفع العديدين إلى الالتحاق بـ"الدولة الإسلامية"، يعد الافتقار إلى الوظائف السبب الأول الذي يشجع الشباب على الانضمام إلى صفوف "داعش"، بالرغم من أن واحدا من أصل 4 شبان لا يستوعبون سبب انضمام أي شخص إلى هذا التنظيم. فيما برزت آراء أخرى مفسرة لهذه الخطوة؛ من بينها الصراع العربي الإسرائيلي والاعتقاد السائد لدى المنضمين بأن تفسيرهم للإسلام هو الأصح، فضلا عن آراء أخرى تقول إن الفساد الواضح في الحكومات العربية وبروز القيم العلمانية الغربية في المنطقة والسعي إلى تأسيس دولة خلافة مرتكزة على القيم الدينية أسباب من شأنها أن تدفع الشباب إلى الالتحاق بـ"داعش".
كما أن التوترات الدينية في المنطقة، خاصة ما بين السنة والشيعة، يمكن إدراجها مع الأسباب السالفة، لا سيما أن حوالي نصف الشباب العربي يعتقدون أن العلاقات بين السنة والشيعة تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية. كما أن 72 في المائة من شباب البلدان العربية يعتقدون أن الانقسام السني الشيعي يعدّ عاملا رئيسيا في تأجيج الاضطرابات بالمنطقة.
52 في المائة كذلك من الشباب العربي يعتقدون أن الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، إذ وافق 61 في المائة من شباب دول مجلس التعاون الخليجي على الفكرة؛ في حين لم تتجاوز نسبة الشباب الموافقين على الفكرة بدول شمال إفريقيا 47 في المائة.
وللعام الخامس على التوالي لإجراء الاستطلاع، اعتبرت نسبة مهمة من العينة المختارة أن المملكة العربية السعودية هي الحليف الأول لبلدانهم في المنطقة، خاصة بالنسبة إلى شباب بلدان مجلس التعاون الخليجي بنسبة 93 في المائة يليهم شباب بلدان شمال إفريقيا بـ75 في المائة، في الوقت الذي يعتقد فيه الشباب العربي في بلدان شمال شرق المتوسط أن إيران هي حليف لبلدانهم بنسبة 54 في المائة.
الاستطلاع تطرّق كذلك للاتفاق النووي الإيراني وكذا الوضعية في سوريا؛ فـ57 في المائة من الشباب "الخليجي" أيدوا الاتفاق، وخاصة العمانيون منهم الذين وصلت نسبة المؤيدين منهم إلى 93 في المائة. في حين عارض 40 في المائة من الشباب "المغاربي" هذا الاتفاق.
كما تباينت الآراء كذلك حول النزاع السوري فيما إذا كان حربا بالوكالة أو حربا أهلية بين السوريين، فـ74 في المائة من اليمنيين اعتبروها حربا بالوكالة، فيما 79 في المائة من الأردنيين اعتبروها ثورة؛ لكن 47 في المائة من شباب ليبيا اعتبروها حربا أهلية. وعموما، اعتبرها 39 في المائة من مجمل الشباب المستجوب حربا بالوكالة تقوم بها قوى إقليمية ودولية.
أما حول وضعية العالم العربي بعد "الربيع"، فشباب مصر هو الوحيد الذي يرى أن العالم العربي سيكون أفضل حالا بسبب الربيع العربي بنسبة 61 في المائة. أما شباب تونس، فيرى العكس والشأن نفسه بالنسبة إلى ليبيا واليمن.
وناشد 67 في المائة من الشباب العربي القادة من أجل بذل جهود أكبر لتعزيز الحريات الشخصية وحقوق الإنسان. وترى النسبة نفسها من الشباب أنه يتعين على القادة العرب بذل جهد أكبر لتعزيز حقوق المرأة وحريتها الشخصية.
وخلص الاستطلاع ذاته إلى أن الإمارات تشكل نموذجا يحتذى به للبلدان الآمنة اقتصاديا ووجهة مفضلة للعيش وتأسيس الأعمال، حسب آراء الشباب العربي متقدمة على اختيارات أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكندا، إلى درجة أن أغلب الشباب يرغبون في أن تحذو بلدانهم حذو الإمارات العربية المتحدة؛ وذلك للمرة الخامسة على التوالي التي يتم فيها هذا الاختيار.
في حين أن 80 في المائة من شباب البلدان الأعضاء بمنظمة "الأوبك" عبّروا عن قلقهم المتزايد حيال هبوط أسعار النفط. كما أكد حوالي 4 من أصل 5 شباب على ضرورة مواصلة حكوماتهم لدعم تكاليف الطاقة؛ لكن في حال الرغبة بإلغاء الدعم، يعتقد الكثيرون أن ذلك يجب أن ينطبق على الأجانب فقط.
وخلص الاستطلاع إلى أن 32 في المائة من الشباب العربي يتابعون الأخبار يوميا عبر مصادر إلكترونية، بالرغم من أن التلفزيون يبقى في نظرهم المصدر الرئيسي الأكثر موثوقية للأخبار بنسبة 63 في المائة.
عن هسبريس