يقال "إن الثورة تأكل أبناءها" وفي الحالة الموريتانية يمكن تحوير المقولة لتصبح " المؤسسة العسكرية تكفر أبناءها"؛ وهي مقولة لن يعوز قائلها الدليل والتمثيل..
الضابط الراحل المرحوم عبد القادر ولد الناجي واحد من هؤلاء الذين ضحوا من أجل الوطن ولم يوفوا حقهم ولا نصيبا منه وإن بقرار بسيط يخلدهم في الذاكرة الجمعية
كما اختار عبد القادر أن يعيش بعيدا عن الأضواء ودودا متواضعا؛ رحل في هدوء وصمت لتحضنه أرض طالما حنً إليها في السادس عشر مايو 2011.
سكن الهم الوطني والقومي الضابط الشجاع منذ ولد في الـ 10 أكتوبر 1944 للإداري المعروف الناجي ولد المصطفى؛ وعلى امتداد هذه المسيرة المثقلة بالابتلاءات والمحن ظل حريصا على خدمة مبادئه ـ حتى وهو يتحرك بصعوبة ـ زاهدا في بريق الشهرة وملذات الفانية.
سطر الضابط الجسور سفرا خالدا في تاريخ المؤسسة العسكرية الوطنية مدافعا عن شرف الزي وحوزة الوطن الترابية وهويته بصمود عز نظيره؛ فكان أول قائد لكتيبة المدرعات التي يستحق أن تحمل اسمه خصوصا وأن جثمانه الطاهر يرقد في مقبرة "العزلات" غير بعيد من مقرها في مدينة ألاك.
وبجرأة وحكمة وشجاعة الأبطال قاد معركة "تورين" الأولى مستعدا لأن يقدم نفسه في ساحة الشرف شهيدا دفاعا عن كيان موريتانيا الدولي؛ بالحماس نفسه الذي قاتل به متطوعا في جبل الشيخ في سوريا، إبان حرب أكتوبر 1973، وفي بغداد الرشيد خلال الحرب الأخيرة عام 2003.
وبرغم تكوينه الفرانكفوني توفي ولد الناجي وهو يرأس رابطة للدفاع عن اللغة العربية، بعدما نال شرف ريادة إدخال اللغة العربية كلغة تكوين في المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة في أطار، وبرباطة جأش لم تفارقه طيلة حياته كان أول ضابط يعترف لقائد الأركان يال عبد الله الحسن بعضويته في حزب البعث العربي الاشتراكي ما أدى لفصله من الجيش عام 1984 إبان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيداله، وفرضت عليه إقامة جبرية في قرية "العزلات" حيث استغل هذا الظرف الذي يراه آخرون غير مؤات في تأسيس تعاونية زراعية أسماها "الوحدة" في استحضار جلي للهم العربي تحت أي ظرف.
السفير