الغريب أن جذور المسألة التي يرونها تآمرا على الوطن تعود إلى مجرد تعامل تجاري سبق مجيء النظام نفسه فالقضية ترجع إلى أيام "المصطفى بن محمد السالك" الرئيس الأسبق، حيث أن السفير المغربي في تلك الفترة "أحمد السنوسي" الذي كانت تربطني به علاقة حميمة قد طلب مني مساعدته ببعض التجهيزات لتنظيم حفل في مبنى السفارة تخليدا لعيد العرش.
ارجأت الأمر إلى حين استشارة كبارة المسؤولين لاسيما أن العلاقة المغربية الموريتانية لم تكن حينها على ما يرام، وبدأت بالرئيس نفسه الذي لم يبد اعتراضا على القضية لمدى ثقته الشخصية يف سلامة موقفي، ثم اتصلت بمدير الأمن "يحي بن منكوس" تمشيا مع رغبة الرئيس ولم يبد هو الآخر تحفظا على الموضوع، كان كل ذلك بالنسبة لي من أجل رفع أي التباس قد يحدث مستقبلا وتفاديا لتداعيات الموقف بين الدولتين يقول المثل: (اشروط الشح تلتقط فارخ) ويقول الشيخ اد:
لقط شروط الشح في الرخاء وفي الأوان طلب الأشياء
وعمل المرء رفيقه غدا قبل الطريق اطلب رفيقا جيدا
بعد إجراء هذه الاتصالات اتصلت بالسفير المغربي وأبلغته موافقتي على طلبه، وحين تم تنظيم الحفل حضره أربعة وزراء وستة من أعضاء اللجنة العسكرية ومدير الأمن وآخرون، وكنت بطبيعة الحال من بين الحضور.
لم تمض فترة حتى أشيع في بعض الأوساط بأني عميل للمغرب وتعززت هذه الإشاعة في نظر هذه الأوساط عندما استأجرت بعض المخازن من أجل حفظ المواد والأدوات والتي كانت تستعمل في بناء المسجد وملحقاته.
في هذا الوقت كتبت رسالة إلى مدير الأمن الوطني في شأن بعض الديون المستحقة على المؤسسة المشرفة على أعمال البناء (آمامكو) مع أني أعلم أن الأمر ليس من اختصاصه لكن الهاجس الأمني كان دائما يرافقني.
في مكتب الرئيس للمرة الثانية