تزايد الظهور الإعلامي للأسد في مقابلات مع الصحف والقنوات الغربية، إلا أنها لم تأت حتى اليوم بجديد للسوريين، ودارت حول تبرير عمليات قواته واتهام “الإرهابيين” بتدمير سوريا، متنصلًا من القصف والمجازر اليومية التي تنفذها قواته بحق المدنيين.
ورصدت عنب بلدي ثلاث مقابلات للأسد خلال 15 يومًا من تشرين الأول الجاري، وهي:
مقابلة مع قناة سويسرية
خرج رئيس النظام السوري اليوم، الأربعاء 19 تشرين الأول، في مقابلة مع قناة “SRF1” السويسرية، ورد على سؤال الصحفي حول القدرة على تغيير الوضع بالنسبة لأطفال حلب، قائلًا “هذه مهمتنا طبقًا للدستور والقانون وسنتخلص من الإرهابيين في حلب وبهذا نستطيع حماية المدنيين”.
ويرى الأسد أن الأمر بديهي متسائلًا “كيف نستطيع حمايتهم من أيدي الإرهابيين في حلب إذا لم نهاجمهم؟”، معتبرًا أن مراقبة وحماية الشعب السوري “واجب علينا”.
حوار الأسد والصحفية روسية
رحب الأسد، مجددًا بالتقارب الروسي- التركي، معبّرًا عن أمنيته في أن يحدث تغييرًا في سياسة أنقرة الحالية تجاه سوريا، خلال حوار أجراه مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، الخميس 13 تشرين الأول.
وأكد الأسد في المقابلة أن هناك تعبئة جزئية في سوريا، ولا يمكن أن يكون هناك تعبئة كاملة، والتي تعني سحب الموظفين والمعلمين، لأن الحرب في سوريا مستمرة منذ ست سنوات ولا يمكن سحب الجميع إلى جبهات القتال لأن ذلك سيؤدي إلى شلل في المجتمع، بحسب اعتقاده.
لم تحتو المقابلة أي جديد عن سلسلة مقابلات أجراها الأسد خلال الأعوام الماضية، بينما اعتبر أنه ينبغي تحقيق التوازن والمحافظة على استمرارية الحياة الطبيعية لأن هناك من هو بحاجة إلى هذه الحياة، مشيرًا “إذا لم نحاول عيش هذه الحياة فإن الإرهابيين سيهزموننا لأن هذه هي غايتهم”.
لكن الصحفية الروسية التي أثارت جدلًا، كشفت أن مكتب الأسد طلب منها ارتداء ثيابٍ جميلة وكعبٍ عالٍ، وطلبت من الأسد سوق الشباب إلى القتال، لأنها رأتهم يجلسون في المقاهي أو يلعبون في مراكز اللياقة.
أنا لست سوبرمان
أبرز العبارات التي جاءت على لسان الأسد، خلال مقابلة مع قناة “TV2” الدنماركية، الخميس 6 تشرين الأول الجاري، “كيف يمكنني أن أبقى رئيسًا لسوريا منذ ست سنوات لولا التأييد.. أنا لست سوبرمان”.
حديث الأسد جاء ردًا على سؤال الصحفي “هل تتفهم إذا فكر الناس في أنحاء العالم ممن يشاهدون المشاهد المروعة في الجزء الشرقي من حلب بأنك تنكر الحقائق، وتتحمل المسؤولية عن قصف المستشفيات والبنية التحتية وقتل المدنيين؟”.
وجاء ردّ الأسد منافيًا لما يجري على أرض الواقع، وقال “إذا كنا نقتل وندمر ونرتكب كل هذه الجرائم ونواجه القوى العظمى في العالم، فكيف يمكنني أن أبقى رئيسًا لسوريا حتى الآن، أنا لست سوبرمان، فلو لم أكن أتمتع بالتأييد لما كنت هنا ولأنني أتمتع به يجب أن ندافع عن السوريين”.
لم تقدم اللقاءات الثلاث أي إضافة على رؤية النظام السوري لما يجري في سوريا، وليست هي الوحيدة خلال العام الجاري، في ظهور متزايد يحاول الأسد من خلاله الظهور بصورة المطمئن لتطورات الملف السوري والعارف بأن الأمور ستؤول لصالحه.