اختار الملك محمد السادس، في سابقة من نوعها، أن يلقي خطاب المسيرة الخضراء من السنغال، وهي الخطوة التي يرى كثيرون أنها تدعم قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، إضافة إلى كونها تحمل رسائل عديدة في ما يخص قضية الصحراء.
وفي هذا الإطار، قال القيادي بحزب التقدم والاشتراكية خالد الناصري إن إلقاء خطاب المسيرة من العمق الإفريقي له دلالة رمزية وسياسية قوية، مضيفا إنه "قرار وإن كان قد فاجأ بعض المحللين والمتابعين لكونه ليس أمرا اعتياديا إلا أنه تصرف قوي يؤكد على البعد الإفريقي للمغرب بقيادة ملك يشعر بانتمائه الافريقي حتى النخاع".
وأضاف الناصري، في تصريح لهسبريس، قائلا: "خطاب دكار سيدخل التاريخ، وسيتم التعامل معه على أنه أسلوب جديد في إعطاء دينامية متجددة للنفس الافريقي للمملكة المغربية"، مؤكدا أن علاقات المغرب مع السنغال كانت دائما متميزة وإيجابية إلى حد كبير، كما تربطهما علاقات تاريخية وإنسانية عميقة وعريقة.
القيادي بحزب التقدم والاشتراكية يرى أن إلقاء خطاب موجه إلى الشعب المغربي انطلاقا من أعماق القارة الإفريقية "يؤكد أن الجذور الافريقية للمغرب ثابتة، وأن التعامل الأخوي بين البلدين هو السمة الطاغية التي يحاول جلالة الملك إعطاءها بعدا متجددا من خلال تحمله شخصيا لمسؤولية بعث الروح في الدبلوماسية الإفريقية للمملكة المغربية".
من جانبه قال مهدي بنسعيد، عضو حزب الأصالة والمعاصرة، إن موعد إلقاء الخطاب يتزامن مع كون المغرب تقدم بطلب العودة إلى الاتحاد الافريقي إلا أن بعض الجهات حاولت تعطيل ذلك، وبالتالي "فالرسالة الموجهة تفيد بأن قضيتنا الوطنية لا تهم فقط المغاربة، بل أيضا دولا إفريقية أخرى، كحليفنا السينغالي الذي كان دائما مؤيدا للمغرب في هذه القضية".
وأكد بنسعيد، في تصريح لهسبريس، أن "الزيارات التي قام بها الملك مؤخرا إلى بعض الدول الإفريقية التي كان البعض يعتبرها غير صديقة للمغرب تظهر اليوم أنها باتت تؤيد قرار المملكة في العودة إلى الاتحاد الافريقي"، مضيفا: "لدينا أصدقاء أكثر من الأعداء وسط الاتحاد الافريقي، وهو ما سيظهر حين عودة المغرب إليه، ويجعل مغربية الصحراء تُفهم أكثر".
هسبريس