وأرى في الرماد جمرا دفينا وأرى في الدجى بذور الضياء
يقول شاعر آخر:
ولرب نازلة يضيق الفتى ذرعا بها وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يخالها لا تفرج
لقد آل الوضع في ظل تلك الأخطاء إلى درجة أصبحت البلاد مشلولة تماما، فلم يحرز تقدما يذكر على طريق خيارات العاشر من يوليو" تدهورت الحريات وتراجع الاقتصاد دون أن يتحقق السلام.
إن غلطة الرئيس "هيداله" الكبرى هي أنه ضحى بالأهداف الإستراتيجية لحركة العاشر من يوليو في سبيل أهداف تكتيكية فلم يكن كما يبدو عارفا جيدا بحقائق التاريخ والسوسيولوجيا السياسية ولم يستطع أن يواكب التحولات الداخلية والخارجية الضاغطة.
دخلت البلاد مرحلة تناقضات مع العالم العربي والأصدقاء التقليديين واتجهت علاقاتها إلى زاوية حادة وقد ظلت القضية الصحراوية العامل المؤثر في تحديد طبيعة تلك العلاقات، فمنذ أن اعترفت القيادة الوطنية في 27 فبراير 1984م. بالجمهورية الصحراوية تأزمت العلاقة مع محور الرباط ـ دكار باريس.
وقد أدى تدهور العلاقات مع كثير من البلدان الأخرى والهيئات المانحة وانهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي إلى ضرورة قيام حركة تعيد الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها وكان القدر حليف هذا البلد في يوم مشهود هو 12 ديسمبر 1984. وتلك قصة أخرى.