ربة أسرة في الأربعين من العمر، تمتلك ثلاث ورشات لإصلاح عجلات السيارات على رصيف طريق روصو، في بلدة تكند الجديدة
التقتها "السفير" -على عجل- وأجرت معها اللقاء التالي:
السفير: لماذا اخترت هذه المهنة.. ومتى كان ذلك؟
أماه بنت سالم: بدأت التجربة مع إصلاح العجلات قبل سبع سنوات تقريبا، وقد اخترت هذه المهنة لأنني أرى أن المرأة يجب أن تنافس الرجل في جميع ميادين الحياة.. في البداية كانت تنقصني الجرأة على مواجهة المجتمع بمثل هذه المهنة وكنت أختفي عن الأنظار داخل المحل عندما أكون بصدد إصلاح عجلة سيارة ومع مرور الزمن أصبحت أقوم بالعمل على قارعة الطريق وأمام الجميع واكتشفت أن المجتمع لا يعارض ممارسة المرأة لأية مهنة شريفة بقدر ما يعارض الإتكالية والتسول والعيش على حساب الآخرين.
السفير: اصدقينا القول.. هل تمارسين العمل بمفردك في هذه الورشة؟
اماه بنت سالم: في البداية كنت أمارس المهنة بمفردي ولكن مع مرور الزمن أصبحت لدي ورشات متعددة وكان علي أن ابحث عن عمال؛ لكنني أعتز بمهنتي وفخورة بأنني كونت العشرات في هذا المجال.. منهم من استقل عني وأصبح قادرا على ممارسة العمل بمفرده ومنهم من لا يزال وفيا لي.. وأحوال الدنيا هكذا..
السفير: لاشك أنك وجدت دعم كتابة الدولة لترقية المرأة ومفوضية الدمج؟!
اماه بنت سالم: الغريب أنني لم أحصل على أي دعم من أي كان، مع أنني سمعت أن وزارة المرأة تثمن هذا النوع من المهن.. كل مرة نسمع أن رئيس الجمهورية ألقى خطابا يحث فيه على العناية بالمرأة ونتمنى أن تنفذ إدارات الدولة توجيهاته ولا زالنا ننتظر..
السفير: كيف توفقين بين البيت والمهنة؟
اماه بنت سالم: البيت خاص بي كربة أسرة؛ أشرف على العناية بالعيال، بتدريسه، بتوجيهه أما الورشة فهي مكان عمل وإن كنت أدوام فيها لساعات متأخرة.
السفير: هناك مشاهد تسرك ومشاهد تؤلمك بالطبع.. هل لنا أن نعرفها؟
اماه بنت سالم: يسرني ما يسر كل إنسان عادي، ويؤلمني ما يؤلم كل إنسان عادي.. صحيح أن لدي تعاطفا مع عجلات السيارات وأتألم عندما أشاهد مالك سيارة لحظة إشعاري له أن عجلات سيارته لم تعد تقبل العلاج.. ومثل هذه العجلات غير متوفر لدينا..
السفير: إذا أردنا امتهان هذه المهنة فما هي أساسيات العمل؟
اماه بنت سالم: يبدو لي أنك تمزح أو أن الأسئلة قد نفدت لك.. لكنني سوف أجيبك.. عليك أولا أن تبحث عن محل يعمل به خبير في إصلاح العجلات لتتدرب معه لمدة سنة تقريبا.. وبعدها سوف تجيب أنت بنفسك على بقية السؤال.. وأنا لا أعارض أن تتدرب معنا هنا في هذه الورشة أو في إحدى ورشاتي الأخرى..
السفير: سؤال أخير.. ما هو مستواك الثقافي؟
أماه بنت سالم: أنا من جيل لم تتوفر له الظروف لتحصيل مستوى ثقافي كبير، ومع ذلك فأنا أدير فصلا لمحو الأمية وأقرأ وأكتب وأبنائي الآن يدرسون في مختلف مستويات التعليم من الابتدائي إلى الإعدادي إلى الثانوي.. وأتمنى أن يحصلوا على أعلى الشهادات.. من جهة أخرى فأنا اعتقد أن الثقافة والمعرفة التي يتحدث عنها البعض ويظهر اهتمامه بها أمام الناس ليست هي الثقافة التي يستفيد منها المجتمع.
حوار عبد الله
أرشيف السفير : العدد 174 بتاريخ : 14يونيو 2005