يعجز القلم عن التعبير أمام موهبته الطاغية، السهل الممتنع فى الأداء، يمنح شخصياته جزءاً من روحه، فتتفتت كل الحواجز بينه وبين الجمهور، ظل محمود عبدالعزيز على مدار 43 عاماً يقدم أعمالاً أصبحت أجزاء من تاريخ السينما المصرية، حتى النهايات ظلت تليق بالبدايات القوية فى أداء أكثر نضجاً ورصانة، وكما الأشجار لا تموت إلا واقفة رحل «الساحر» بعدما قدم آخر أعماله فى سباق الدراما الرمضانية السابق بمسلسل «رأس الغول».
رأفت الهجان
بطل ولكن دون قوى خارجة، يمتلك وجهين كل منهما أصعب من الآخر، عليه أن يتظاهر بالعكس تماماً، أن يحيا وسط أعدائه ويصادقهم، أن يبتعد عن أرضه فى سبيلها ويصبح «ديفيد شارل سمحون» وسط المجتمع الإسرائيلى لصالح المخابرات المصرية.
على مدار ثلاثة أجزاء من الملحمة الدرامية «رأفت الهجان» المأخوذة عن سجلات المخابرات المصرية، قدم «عبدالعزيز» واحدة من أروع الشخصيات على الإطلاق، فى ترجمة لوقائع حقيقية برع فى رسم تفاصيلها على الشاشة.
عبدالملك زرزور
هو «ملك» أقرب إلى الإله بين حاشيته، يمتلك الحكمة بمقدار خصلات شعره ولحيته البيضاء، نظرات عينيه بها كل القوة الممكنة، تخترق روحك بسهولة وتعلم ما بداخلها، وهو يتمتم بهدوء حاملاً مسبحته يفرك حباتها بميكانيكية شديدة: «لو فيه نخلة فرعة فى حوش بيتك جدورها مدت وهيجى لها يوم تضايقك، تقطعها على طول ولا تستنى بلحها الأول وبعدين تقطعها؟».
فى «إبراهيم الأبيض» يحكم عبدالملك زرزور المنطقة بقانونه الخاص، حين يقرر ضم «إبراهيم» إلى رجاله فى تجارة المخدرات.
الشيخ حسنى
يداعب الـ«موتوسيكل» أحلامه القديمة، فتلمع عيناه اللتان غاب عنهما الضوء، ويحاول إقناع مالكه عبثاً بقدرته على القيادة بالرغم من كونه كفيفاً، ينطلق خلف الأصوات يهرب الجميع من حوله يدهس من يدهس ويدمر ما يدمر، حتى تنقلب الدراجة النارية مصطدمة بمتجر بيع الدواجن، ليصرخ الشيخ حسنى: «آه يا عينى.. عميت مش شايف».
عندما تمتزج روح إبراهيم أصلان بكاميرا داود عبدالسيد وموهبة محمود عبدالعزيز، لا يمكن أن يخرج عمل أقل إبداعاً من «الكيت كات».
العقيد توفيق شركس
النفس البشرية مليئة بالتناقضات المحيرة حتى فى النظرات ونبرة الصوت، قد يكون «شركس» أبرزها، هل هو الوالد الحنون اللطيف مع الأطفال والبارز فى المناسبات الاجتماعية، أم هو العقيد المسئول عن المعتقل الذى يذيق نزلاءه العذاب ألواناً، معتبرهم «أعداء الوطن».
تدور أحداث الفيلم السياسى من الدرجة الأولى فى أحد المعتقلات السياسية المسئول عن إدارتها العقيد توفيق شركس، بقبضة من النار والحديد، متعالياً على ظهر حصانه، فى صورة رمزية للسلطة فى ذلك الوقت وعلاقتها بالمحكومين التى يمثلها كل من الجندى أحمد سبع الليل والطالب حسين وهدان.
منصور بهجت
بقبعة سوداء وعصا يحركها يميناً ويساراً، فهو صاحب البهجة يمتلكها فى خفتها بين يديه، يمتلكها فى نبرة السعادة، وفى قراره بإدخالها على قلب كل من حوله فى الحى الشعبى الذى يقطن به، وفى علاقته بابنته «نور» التى يحاول الحفاظ عليها بكل الطرق، بالرغم من الكابوس الذى يراوده دائماً وينبئه بفقدانها، ليفرض عليها قضباناً للحيلولة دون ذلك.
فى «الساحر» يحيا منصور فى منطقة شعبية برفقة ابنته بعد وفاة زوجته، قبل أن تنتقل إلى الحى السيدة المطلقة «شوقية» ليبدأ قلبه فى الخفقان من جديد.
جمال مزاجنجى
«عصر الشهادات انتهى يا أبوصلاح مبقاش يأكّل عيش، إحنا فى عصر تفتيح المخ»، يعيش الحياة بالطول والعرض بعد أن عرف حقيقتها فتحول من طالب حقوق إلى مطرب شعبى فى الأفراح، فى «الكيف» ليصبح جمال أبوالعزم هو «مزاجنجى».
عندما يبدأ جمال فى تعاطى الحشيش برفقة أصدقائه يقنعه شقيقه الكيميائى أن بإمكانه صنع تركيبة من مواد طبيعية تعطى الواهمين نفس تأثير الحشيش دون أضراره، ويقرر «جمال» أن يبيع تلك المواد المخدرة إلى عصابة قبل أن تتطور الأحداث، ويصل شقيقه إلى الحضيض بعد إدمان تلك المادة.
عبدالقوى المنجد
هو اسم على مسمى يمتلك القوى الجسمانية التى تعاونه على أداء مهنته كـ«منجد»، ولكن ضيق الحال يجعله يتطلع إلى ما بعد ذلك بكثير، ليوفر لعائلته ظروفاً معيشية أفضل، ولكن ينقلب السحر على الساحر، فلا يستطيع أحد أن يعاند القدر.
فى «جرى الوحوش» تبدأ الحكاية عندما يحتاج شخص إلى جزء من مخ شخص آخر ليستطيع إنجاب طفل يحصد كل ثروته، ليقع اختيار الطبيب على «عبدالقوى» ليحصل على جزء منه مقابل مبلغ مادى كبير لكن «عبدالقوى» يصاب بحالة من الجنون.
الدكتور عادل
طبيب يحيا بطريقة مثالية، ينحدر من عائلة كبيرة، يمتلك كل شىء ولكن مع موت الأب تنهار كل الجدران الورقية ليكتشف الحقيقة القبيحة، ويتحول معها الشقيق الكبير إلى تاجر المخدرات الخارج عن القانون والمتسلط، فلم يجد سوى طريقين اختار أسهلهما ليصيبه الجنون حتى يفيق من الغيبوبة صارخاً: «الملاحة.. الملاحة وحبيتى ملو الطراحة».
يقدم فيلم «العار» تناقضات النفس البشرية وسهولة تغير المعتقدات والمبادئ بين ليلة وضحاها، بعد موت الأب الذى كان يتاجر فى العطارة كستار لتجارة المخدرات.
أبوالمحاسن
هو لا يعلم أى شىء عن هذا العالم، مجرد ضيف، ولكن تفتح أمامه أبواب السعادة كلها، من أموال ونساء وسيارات كلها فى انتظار إشارة رضا منه، بعد قضاء 20 سنة فى السجن فقد فيها طعم الحياة وملذاتها وشغفها، يجد كل شىء متاحاً، بعد أن زاره ملاك الموت ليهديه الحياة التى فقدها.
فى «سوق المتعة» يقضى أبوالمحاسن 20 عاماً فى السجن بتهمة لم يرتكبها بدلاً من أحد أفراد رجال تجارة المخدرات، وبعد خروجه من السجن تقرر العصابة أن تعوضه عن تلك السنوات بملايين الجنيهات، ولكن يظل بالنسبة له هناك شىء مفقود، وهو شغفه بالحياة.
رضا رشدى
سيارة أجرة هى كل ما يملك من حطام الدنيا، يعاملها باهتمام شديد يظهر بـ«الفوطة» الصفراء التى تداعب زجاجها، منتظراً دوره فى طابور أمام المطار سعياً للرزق، ليعود إلى زوجته «فاطمة» فى نهاية اليوم محملاً بحكايات يتناولها على طاولة الطعام وسط شد وجذب متبادل: «طبيخك غامق ليه يا طمطم».
تبدأ فى «على جناح يمامة» القصة عندما يتعرف سائق التاكسى على الأرملة الغنية التى ترغب فى الإبقاء على خبر قدومها سراً عن أهلها بسبب طمعهم فى ثروتها، ليبدأ رضا فى مساعدتها لتبحث عن خطيبها القديم.