الشيخ ابن عمر هو وزير سابق للشؤون الخارجيـة بجمهورية تشاد والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني التشادية يعيش حاليا بضـواحي العاصمة الفرنسيـة باريس حيث يتفرغ لمراقبة الاتجاهات المتلاطمة بالقارة الافريقية كما يأمل في نفس الوقت بالتمكن من العودة لبلاده بغيـة مواصلة حياته السياسيـة التي يمنعه منها حكم الإعدام الصادر بحقـه مؤخرا.
ضربتُ موعدا للغداء معه بأحد أحياء باريـس أكثر انتعاشا بالأفارقـة فاستقبلني بقلب مفتوح وابتسامة دائمة؛ فكان الوقت سانحـة غير مسبوقـة لإجراء الحوار التالي:
أفريكا عربي: أنتم شخصية سياسية إفريقية معروفة، لكنكم تعيشون حاليا في باريس بعيدا عن الوطن، ما الذي يدفعكم للابتعاد عن تشاد بلدكم الأصلي؟
الشيخ ابن عمر: لأسباب أمنية اضطررت للجوء إلى فرنسا، فبفضـل التعاون بين أجهزة الاستخبارات جرت محاولة ترحيلي قسـريا من النيجر حيث كانت تقيـم زوجتي، ومع ذلك لم تكن فرنسا الخيار الأول للإقامة، حيث حاولت الاستقرار في بوركينا (بوركينا فاسو) قبل أن أخفق في ذلك، ثم انتقلت إلى دولة البنين التي واجهت بها بعض الصعوبات أيضا، و في الأخير لجأت إلى فرنسا، إنني أتمنى في كل الأوقات الرجوع إلى بلادي رغم إدانتي و عدد من الزملاء بالحكم بالإعدام دون إجراء قضائي واضح.
و كما قال الشاعر (بلادي وإن جارت علي عزيزة . . . وأهلي و إن ضنوا علي كرام)
أفريكا عربي: حكم الإعدام الصادر بحقكم يقال بأنه يرتبط بمحاولاتكم للإطاحة بالنظام الحاكم في انجامينا !
الشيخ ابن عمر: لا أنكر أني كنت عضوا في التحالف الذي حاول إسقاط النظام في فبراير 2008م؛ غير أن المفارقة هنا أنه لم تعقد أية جلسة لأية محكمة ولم ترفع أية جهة دعوى ضدنا، اللهم إلا الرئيس ديبي قد أمر النائب العام بإنزال الحكم ضدنا، لذا نحن لا نحتج على المحاكمة، بل ما نقوله هو أنه لم توجد محاكمة أصلا من الوجهة القانونية، أما بالنسبة لجوهر القضية؛ فنحن نعتبر ان النهوض ضد النظام كان له ما يبرره، لأن الرئيس قد انقلب على الإجماع التاريخي المنبثق عن المؤتمر الوطني وانقلب عام 2005 على الدستور بإلغائه المادة المتعلقة بتحديد الولاية الرئاسية، بل إن الأمر وصل به إلى فصل واعتقال واغتيال المعترضين على هذه الخطوة بما فيهم أولئك الذين كانوا متحالفين مع حزبه من أمثال (البروفسور /ابن عمر محمد صالح) زعيم المعارضة البرلمانية الذي تم اختطافه جهارا و نهارا منذ ثماني أعوام وظل مفقودا حتى الآن.
إن القانون الأساسي ينص على مشروعية الخروج على السلطة عند ارتكابها خروقات جوهرية أو عندما تتبين محاولتها للاستئثار بالحكم عنوة، ..والأهم من ذلك هو أننا في كل المراحل كنا نؤكد ان الخيار العسكري ليس هو المفضل و اننا مستعدون ولا نزال للجلوس مع السلطة وكافة الفعاليات السياسية و المدنية لطي صفحة المواجهة المسلحة، وصولا إلى إجماع قومي مستدام من شأنه أن يرسي دعائم التداول السلمي على السلطة.
أفريكا عربي: ومن جهة أخرى يرى البعض أن الأيديولوجيات اليسارية والثورية جعلتكم تفتقرون إلى حاضنة شعبية داخل المجتمع التشادي المحافظ، هل تعتقد أنك تدفع فاتورة تصوراتك للحياة وبالتالي تطاردك السلطة ولا ترضى عنك الأوساط الشعبية؟
الشيخ ابن عمر: الحركة الثورية التاريخية في تشاد عبرت عنها جبهة التحرير الوطني التشادي (فرولينا FROLINAT) كانت المصب الأساسي لطموحات شعبنا في العدالة و الحرية، ومعظم القيادات السياسية الحالية قد تخرجت من هذه المدرسة، بما فيها الرئيس الحالي؛ حيث ان النزعة الثورية أصبحت جزءاً من التراث السياسي الوطني، ورفع راية الثورة ليس هو عنصر عزلة وسط جماهيرنا،.. مع إقراري بأن هناك إشكالات حقيقية، أولها أنه لم تكن هنالك ايدلوجيا ثورية متناسقة الأركان، بل ان الكل كان يرفع شعارات رنانة مثل الاشتراكية و التحرير الوطني ومناهضة الإمبريالية دون منهجية واضحة، حيث إن محاولات تجاوز الولاءات القبلية والطائفية و زرع الفكر البعثي، والماركسي، و الجماهيري الليبي، و الإخواني؛ لم تفلح و إذا صح التعبير فشعبنا كان ولا يزال يكن ولاء وجدانياً للثورة كمثل أعلى و لكنه عصي على تجرع العقاقير العقائدية الجاهزة.
وشخصيا؛ وخلال المراحل المبكرة من حياتي السياسية كانت لي جولات مع الفكر الماركسي ثم الجماهيري القذافي غير أن قناعتي الحالية هي أن هذه الصفحة قد أكل عليها الدهر و شرب، و إذا لم أزل أوصف باليسارية فهذا لأنني بقدر ما لم اقتنع بإحياء القوالب الأيديولوجية السابقة، فإنني لم أقتنع أيضا بالهرولة وراء الفكر السائد منذ تسعينيات القرن الماضي تحت يافطتي الديموقراطية و الإدارة الرشيدة، والذي هو في الحقيقة قناع جديد للإيديولوجيا الليبرالية الغربية القديمة الموروثة من القرن التاسع عشر.
ثم إني أرى ان المثقف الأفريقي له مسؤولية تاريخية في غربلة التجربة الفكرية وقراءة الواقع المحلي والعالمي قراءة جريئة ومستقلة عن مسلمات العولمة؛ فالانهماك في الصراعات الانتخابية و الشرذمة الحزبية ليس مجزيا، خاصة وأننا إلى جانب القضايا المتعارف عليها عالميا مثل رفع المستوى المعيـشي وبناء دولة المؤسسات نواجه تحديات مميزة مثل التزمت الديني والتقاليد الاجتماعية السلبية ومعضلة تعريف الهوية الوطنية، فإن دلّ هذا على افتقار مستجوبكم للقاعدة الشعبية، فهو كذلك.
أفريكا عربي: عرفت تشاد مؤخرا نهضة اقتصادية بفضل اكتشاف البترول كيف كان وقع ذلك على رخاء السكان بعامة وعلى تعزيز موارد الدولة بصفة أخص؟
الشيخ ابن عمر: اسمحوا لي أن اعترض على عبارة “النهضة الاقتصادية”، فما عرفته الدولة التشادية منذ البدء في تصدير النفط عام 2003م هو طفرة مالية، لم تنتج عنها نهضة اقتصادية، بل تسببت في أزمة اقتصادية و تدهور للظروف الاجتماعية إلى درجة غير مسبوقة، و ذلك نتيجة لسوء الإدارة و التبذير و النهب المُمَنْهَجْ و تبديد الموارد في مشاريع “فرعونية” مهدرة للأموال وبدون مردود إيجابي للبلاد، حتى آلت بنا الحال إلى عجز الدولة عن دفع الأجور و تسديد الفواتير ، و سائر المستحقات، و ما تلى ذلك من إضرابات متتالية و توقف للمرافق الأساسية كالمدارس و المستشفيات. ان المراقبون للشأن التشادي قلقون من حصول انهيار شامل في الأشهر القادمة، إذا لم تتخـذ إصلاحات جذرية.
[الشيخ ابن عمر, وزير سابق للشؤون الخارجيـة بدولة تشاد والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني التشادية.]
الشيخ ابن عمر, وزير سابق للشؤون الخارجيـة بدولة تشاد والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني التشادية.
أفريكا عربي: ومع ذلك؛ يعتقد البعض أن الرئيس التشادي الحالي إدريس ديبي قد حقق تحولا هاما على صعيد الامن والاستقرار في بلده، هل تعتقد ان ذلك يبرر التواجد التشادي داخل بؤر النزاع والاضطرابات بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء التي باتت انجامينا بمثابة شرطي لها؟ وما هو تقييمك لمستوى التعاون العسكري التشادي الفرنسي بإفريقيا؟
الشيخ ابن عمر: أثناء تدفق المجموعات الجهادية المزعومة الى شمال جمهورية مالي، كانت القوات التشادية الأولى في القارة التي تبكر بالتدخل إلى جانب القوات الفرنسية. هذه البادرة لاقت ترحيبا عظيما و مستحقا في إفريقيا، و تلتها مساندة اشقائنا في كل من نيجيريا و الكاميرون والنيجر لمواجهة تهديدات (بوكو حرام). هذا العامل دفع بفرنسا إلى نقل مقر قواتها المخصصة لتأمين الساحل و الصحراء، (قوات برخان) إلى العاصمة التشادية (انجامينا)، كما اعطى انطباعا لدى الرأي العام بأن الأوضاع الأمنية داخل التشاد على احسن ما يرام… حتي أصبحت القوات التشادية تتفرغ لمساعدة الدول الشقيقة، غير ان هذا الانطباع يشوبه شيء من السطحية و التسرع في الاستنتاجات، ذلك ان الدور الإيجابي في مالي رافقته سلبيات عديدة، كان أخطرها إهمال الظروف المادية للجنود بسبب اختلاس الميزانيات و المواد المخصصة للجنود من قبل الجنرالات المرتشين ، الأمر الذي جعل الوحدات التشادية عالة على القوات الفرنسية التي تستخدمها بالمقابل في المواقع النائية و الوعرة لتتحمل مزيدا من الخسائر البشرية الفادحة… كل هذا أدى إلى اندلاع الاحتـجاجات داخل الوحدات التشادية، علما بأنها ووجهت بالقمع و التنكيل من قبل قيادتها، ضف الى ذلك ان التدخل في مالي صرف الانتباه عن سلبيات أخرى تتمثل في الدور العسكري السيء للقوات التشادية في كل من إفريقيا الوسطى و ليبيا و إقليم دارفور بالسودان، حيث انها كانت تستخدم لتأجيج الصراعات الداخلية، دون مراعاة واجب الجيرة و الأخوة، و واجب احترام السيادة الوطنية لهذه الأقطار.
أما بالنسبة للتعاون مع القوات الفرنسية عموما، و هنا يمكن إضافة الدور الأمريكي المتصاعد أيضا، هناك إيجابيات، خاصة في مجال المراقبة الجوية و رصد المعلومات بصفة عامة، و إلى حد ما، في مجال التدريب و رفع مستوى الكفاءات الذاتية، حيث انني أرى انه سيكون من المفيد التركيز في المستقبل على هاتين الناحيتين، و لكن فيما يتعلق بإنشاء القواعد و التدخل المباشر، أرى في ذلك ظاهرة غير صحية، لأنها تهمش الجيوش الإفريقية في عقر دارها، و يمكن أن توظف لتمرير الأجندات الخاصة بالدول العظمى بالمنطقة، وكل ذلك يتم بدون موافقة الشعوب المعنية و أحيانا بدون حتى علم الحكومات المحلية، كما ان هذا النوع من التعاون العسكري، يعرقل قيام استراتيجية افريقية ذاتية.
أفريكا عربي: برأيكم كيف يمكن لرئاسة تشاد للاتحاد الافريقي ان تساهم في إحلال السلم بربوع القارة وهل من دور للنخب الإفريقية المغتربة في هذا الصدد؟
الشيخ ابن عمر: من الناحية الرمزية فرئاسة تشاد للاتحاد الإفريقي تعـد مفخرة لنا جميعا؛ حكومة و معارضة، لأنها كانت المرة الأولى منذ الاستقلال.
وهنا ألاحظ أن هذه الرئاسـة توشك ان تنتهي فالقمة المقبلة ستكون مطلع العام القادم، فأحرى بنا ان ننظر إلى ما أنجزته حتى الآن.. و هنا يمكنني القول بأن الرئيس التشادي تمكن من طرح بعض القضايا الإفريقية في الساحة الدولية، و بالطبع في مقدمتها، التهديدات الأمنية، اذكر في هذا الصدد ترؤسه لقمة لومي (جمهورية التوغو) الأخيرة لمحاربة القرصنة و تامين السواحل البحرية، و كذلك حث الدول الكبرى حيال مشاكل التصحر و الجفاف و حماية البيئة، و لفت انتباه دول الحلف الأطلنطي (الناتو) إلى تحمل مسؤوليتها فيما يخص إعادة الاستقرار في ليبيا. و لكن بالنسبة للنزاعات القاتلة التي تعاني منه بعض الدول الشقيقة مثل الصومال، و جنوب السودان، و جمهورية الكونغو الديموقراطية ، فإن رئاسة الجنرال إدريس ديبي إتنو للاتحاد الإفريقي لم تنجز شيئا يذكر، و من المؤسف ان بعض تصريحاته تكب الزيت على النار؛ اذكر على سبيل المثال تأييــده للانقلاب الدستوري الذي قام به الرئيس انكرونزيزا في بوروندي، و استخفافه بالجيش النيجيري و إهانته للسيدة سيرليف جونسون، رئيسة ليبيريا، و رئيسة تجمع دول غرب إفريقيا، اثناء القمة الأخيرة في رواندا.
أما النخب الإفريقية المغتربة في أوروبا وشمال أمريكا، فهي تتمتع بكروت مهمة يجب توظيفها لخدمة السلام و الوحدة في القارة. فأولا كثير من هؤلاء تتمتع بالجنسية المزدوجة، وبالتالي يمكنهم توظيف حجمهم العددي كمجموعة ضغط في الانتخابات المحلية و توجيه السياسة الخارجية نحو دعم السلام و التنمية في إفريقيا، ثانيا الجمعيات المدنية المهتمة بالقضايا الاقتصادية و الحقوقية و الخيرية لها نشاطات واسعة و مؤثرة في هذه البلدان، مما يوجب الانخراط فيها لصالح شعوبنا. ثالثا أرى أهمية الجانب الفكري و الثقافي لتنوير الرأي العام في الدول المتقدمة اقتصاديا و الذي يتعرض لحملة تضليل و تعتيم من قبل اليمين المتطرف و التيارات العنصرية، التي تسعى لتشويه ثقافات الشعوب الأخرى، وتشويه الدين الإسلامي خاصة.
أفريكا عربي: بالتزامن مع هذه المقابلة يتم تفكيك مخيم كاللي الكائن بين فرنسا وبريطانيا، وهي مناسبة للحديث عن النزيف المتواصل للمهاجرين من الشباب الأفريقي كيف ترى هذا النزيف المتواصل وما هو الحل المناسب لمسألة الهجرة؟
الشيخ ابن عمر: بصراحة انا محتار و عاجز عن تصور حلول سريعة و ناجعة لهذه الكارثة المضاعفة، لأنها طبعا كارثة إنسانية في المقام الأول، تتسبب في ضياع آلاف الأرواح في خضم الأمواج البحرية و الرملية، و كارثة إدارية و امنية للدول الأوربية.
ان الضحية الأولى هي المجتمعات الإفريقية و الشرق أوسطية المصابة باستنزاف أهم طاقاتها البشرية. ومن المتفق عليه ان الحروب الداخلية و البطالة هما السببان الأساسيان لهذه المشكلة، و لكن كيف نقضى على هذه و على تلك… أرى ضرورة تخصيص قمة عالمية حول هذه القضية بالذات و تأسيس و كالة خاصة في إطار الأمم المتحدة على غرار المنظمة العالمية للصحة و الصندوق العالمي للنقد، و حري بالاتحاد الإفريقي ان يتعاون مع جامعة الدول العربية لتبني مثل هذه الفكرة و إقناع سائر المجتمع الدولي.
أفريكا عربي: طيب؛ ما تقييمك لمساهمة التكتلات السياسية في إنعاش الاقتصاد الافريقي والرفع من قدرته على المنافسة دوليا؟
الشيخ ابن عمر: مشكلتنا نحن الأفارقة، هي أننا لسنا جديين في تطبيق ما نرسمه من برامج و مشاريع. و إذا ما القينا نظرة تاريخية في مسيرة التكامل الاقتصادي الإفريقي، فسنلاحظ ان هنالك خططاً و استراتيجيات جد جميلة، أبرزها خطة لاجوس (1980) و النيباد NEPAD ، ناهيك عن القرارات و الإعلانات التي تتمخض عنها كل قمة، و لكن النتائج على أرض الواقع ضعيفة للغاية، و الإحصائيات تؤكد ذلك، فالتبادل التجاري الأفريقي/إفريقي يقدر بما بين 2% في وسط إفريقيا إلى ما هو أقل من 10% في جنوب القارة، و في غربها…، فلنقارن هذا الوضع مع أمريكا اللاتينية حيث ان النسبة هي تفوق الـ20 %، و آسيا 50%، و أوروبا 70%، و من الملاحظ أيضا أن التقدم جد بطيء، بالمقارنة مع القارات الأخرى.
أفريكا عربي: يتجدد الحديث عن التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية وخاصة بعد إطلاق جواز سفر “رمزي” وموحد، هل تعتقد أن الشعوب والحكومات الافريقية مستعدة لدفع فاتورة الوحدة فيما بينها؟
الشيخ ابن عمر: الجواز الإفريقي الموحد هي خطوة إعلامية صرفة، ليس لها أثر على الواقع، لأن تطبيق الاتفاقات المبرمة منذ سنين طويلة و المتعلقة بحرية تنقل الأشخاص و البضائع، يواجه عراقيل جمة، لأسباب إدارية قد تكون تافهة أحيانا، و لكن المشكلة الأساسية، على ما أرى، هي تنصل الحكومات من مسؤولياتها المالية حيال الاتحاد الإفريقي و التكتلات الأفريقية، حيث ان الاتحاد الأوربي يتحمل 80% من ميزانية الاتحاد الإفريقي، و كما جاء في المثل ( اليد التي تعطي هي العليا و التي تأخذ هي السفلى).
أفريكا عربي: أشكركم على منحنا حيزا من وقتكم الثمين، وتود أفريكا عربي ان تفسح لكم المجال لكلمة أخيرة فإلى من توجهونها؟
الشيخ ابن عمر: أنتم أولى بالشكر على إتاحة هذه الفرصة، وما أريد أن اختم به لقاءنا هذا هو نصيحة بسيطة للمثقفين أن لا نكتفي بفحص الأمراض التي تطال مجتمعاتنا بل أن نبحث عن الحلول وعن أسس فكرية خلاقة وواقعية في آن واحد، و ذلك ليس من داخل أبراجنا العاجية بل من خلال الإنخراط في الحركات المدنية، وكما قال الامام الشافعي؛ رضي الله عنه :
نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ** ولو نطق الزمان لنا هجانا
ـــــــــــــــ
أجرى الحوار: الزميل عبيد إميجن, رئيس تحرير أفريكا عربي.