فرض الملك محمد السادس وتيرة تحرك متسارعة وناجعة في الساحة الاقتصادية بالقارة الإفريقية، بعد انتقاله إلى أدغال معسكر دول إفريقيا الأنجلوساكسونية بشرق القارة السمراء، والتي كان معظم المتتبعين والمحللين الاقتصاديين لا يتصورون إمكانية تحقيقها لدواع لغوية ونفسية بالدرجة الأولى.
الملك محمد السادس، الذي نجح في تكسير الحاجز النفسي للعديد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين في تعاملهم مع الشأن الإفريقي الشرقي، راهن منذ البداية على وضع اللبنات الأولى والأساسية لإطلاق تعاون بيني مربح للطرفين، والمتمثلين في المغرب ودول إفريقيا الشرقية، التي نجحت في تأسيس واحد من أكبر المنظمات الاقتصادية وأكثرها نجاعة في القارة السمراء، ويتعلق الأمر باتحاد الكوديسا.
ويعكس تحرك الملك نحو هذا المعسكر الاقتصادي الضخم توفره على رؤية واقعية وشاملة عن حقيقة ومكانة هذه الدول، التي تحقق واحدا من أسرع معدلات النمو الاقتصادي في العالم والذي لا يقل عن 6 أو 7 في المائة.
ومن هنا، فإن متتبعين للشأن الاقتصادي الإفريقي يرون أن المجهودات التي يقوم بها الملك يجب أن تواكبها إرادة وعزيمة حقيقية وملموسة من لدن العديد من المتدخلين، سواء في القطاع العام أو الخاص، إلى جانب المسؤولين في دوائر القرار الحكومية المرتبطة بالاستثمارات.
علي باجابر، الخبير في العلاقات الإفريقية الشرقية، قال، في تصريح لهسبريس، إن الملك محمدا السادس نجح في قيادة أوراش اقتصادية ضخمة في إفريقيا الغربية والشرقية على حد سواء، معتبرا أن المقاربة التي أضحى العاهل يعتمدها تقوم على عدم التأثر سلبا أو إيجابا بالمواقف السياسية للشركاء الأفارقة، حيث أضحت الدبلوماسية الاقتصادية المربحة لجميع الأطراف هي المحرك الحاسم في هذه العلاقات.
ومن جانبه، يرى الاقتصادي عزيز لحلو أن التحولات الكبرى التي أضحت تطال العلاقات البينية الإفريقية، والتي تشمل المغرب وعلاقاته بدول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تستدعي مواكبة حقيقية من لدن المقاولات المغربية بما المقاولات المتوسطة والصغرى. كما تتطلب جذب المستثمرين الأفارقة الراغبين في فتح آفاق استثمارية جديدة لهم في المملكة، مع الحرص على وضع تحفيزات ضريبية وجمركية بغية تشجيع المستثمرين والمهنيين على توظيف استثماراتهم في المملكة.
فتح الأسواق يظل أحد الرهانات التي يتوجب على الحكومة أن تنكب عليها، يقول عزيز لحلو، الذي أضاف أن "فتح السوق المغربية أمام المنتجات الفلاحية والصناعية الإفريقية جنوب الصحراء سيسهم في ضخ مزيد من الدماء في شرايين التعاون الاقتصادي بين البلدين. وهذه مهمة الحكومة التي يتوجب عليها مواكبة المجهودات التي يقوم بها الملك، عبر إجراءات عملية ومجدية"، وفق تعبيره.
المصدر: هسبريس
