صار المهاجرون الأفارقة ملاحقين من قبل السلطة الجزائرية، وتعالت الأوساط الحقوقية والإعلامية لإدانة ما يتعرض له هؤلاء المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء من معاملة لا إنسانية.
وبالرغم من حساسية مثل هذه الموضوعات إلا أنها لا ينبغي السكوت عليها.
وأفادت بعض التقارير أن هذه الحملة قامت بإيقاف أكثر من 1500 شخص وجعل بعض الافارقة يبقون في بيوتهم لأيام خوفا من الملاحقة. وقد وصف موقع “الجزائر فوكوس” ما وقع بأنه عنصرية وأنه وصمة عار على جبين الجزائر.
أما مجلة (نوفيل أوريزون) السنغالية، فقد وصفت طرد السلطات الجزائرية لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بـ”الأمر المرعب” الذي يشبه “جريمة حقيقية ضد الإنسانية”. مشيرة إلى أن “ما تسمح السلطات الجزائرية لنفسها بالقيام به في بلدها ضد شباب من جنوب الصحراء كانوا يرغبون في العبور إلى الإلدورادو الأوروبي المتوهم، هو أمر مرعب شبيه بجريمة حقيقية ضد الإنسانية”.
وجاء في مقال المجلة تحت عنوان “الأرض الموعودة غير الممكن ولوجها” أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه هؤلاء المهاجرون كان “اختيارهم للجزائر وليس لبلد آخر في المغرب العربي أو المشرق بهدف الولوج إلى القلعة الأوروبية حيث يعتقدون أنهم سيجدون لهم موطئ قدم تحت الشمس”.
ووفقا لبعض المصادر, فإن أكثر من 800 شخص رحلوا إلى مالي والنيجر وتقرير التلفزيون البنيني ذكر 500 بينيني تم ترحيلهم في الأيام الماضية.
وفي مدينة تمنراست الجزائرية حدث الشيء نفسه حيث تم تجميع الناس وإخراجهم من بيوتهم وأخذ ممتلكاتهم بالقوة لأنهم سيرحّلون.
فنحن دائما ما نتهم الغرب بالعنصرية والتعصب بينما نحن أنفسنا كمسلمين وفي قارة واحدة أكثر عنصرية وعصبية من البوذيين مع الروهينغا.
وقد قرأت تعليقات المعلقين في تقرير فرانس 24 حول الحادثة, وبعضها تستدعي الشفقة حقيقة وخاصة قولهم إن الأفارقة يسرقون ويغتصبون ويبيضون الأموال, طبعا اذا كان المجتمع هناك ملائكي لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون ..وإلا فكيف تضرب الجميع بعصا واحدة؛ علما أن الأغلبية ليست كذلك.
وهم في معظمهم لا يأتون للبقاء هناك إنما يريدون المرور والعبور فقط إلى أوروبا أز لبحث حياة أفضل لأنفسهم ولذويهم.
وهنا لا بد أن نذكر أن الشعب الجزائري في أغلبيته لا تسمح بهذه الممارسات وهم يُشكرون في ذلك, لذا يجب عليهم المساعدة في الضغط السياسي والإعلامي لمثل هذه الممارسات التي أقل ما نصفها بأنها غير إنسانية. مع الإقرار بأن المسيئ من المهاجرين يجب التعامل معه وفق القانون والقانون فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه المشاكل تتكرر كثيرا في أكثر من دولة مغاربية ونتمنى أن نرى خطوة إيجابية وبرامج تربوية وتوعوية لتقبل الآخر المخالف لك في اللون واللغة والدين.
ولا يلزمنا الذكر مساهمات أفريقيا السمراءساهمت في استقلال الدول بما فيها الجزائر والتي أدت إلى إلغاء التأشيرة بينها ومالي منذ الاستقلال وإلى الآن. وحتى مؤخرا سمي شارعا وسط العاصمة باسم الرئيس الجزائري / عبد العزيز بوتفليقة.
وأخيرا .. ننوّه بموقف المغرب الجديد لتسوية أوضاع المهاجرين وتقديم إقامات لهم, وأعتقد أن المغرب متناسق مع نفسه وخاصة بعد الانفتاح الذي أبداه مؤخرا في أكثر من ملفّ في القارة وهي خطوة في الاتجاه الصحيح.
المصدر: أفريكا عربي