اتهام غولن باغتيال السفير الروسي وموسكو تشارك في التحقيق | صحيفة السفير

اتهام غولن باغتيال السفير الروسي وموسكو تشارك في التحقيق

ثلاثاء, 20/12/2016 - 23:42

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أن مجموعة من 18 محققا من عناصر أجهزة الاستخبارات ودبلوماسيين روس وصلوا إلى تركيا، للتحقيق في اغتيال السفير أندريه كارلوف مساء أمس الإثنين في أنقرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "المجموعة ستعمل في تركيا في إطار التحقيق في اغتيال سفير روسيا أندريه كارلوف، طبقا للاتفاق التي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي والتركي خلال مكالمتهما الهاتفية".

وقتل الدبلوماسي المخضرم أندريه كارلوف بأربع رصاصات في الظهر أطلقها عليه الشرطي التركي مولود ميرت ألتينتاش (22 عاما)، أثناء افتتاحه معرضا للصور الروسية مساء الإثنين.

وأثارت عملية الاغتيال صدمة في أنقرة وموسكو اللتين تختلفان حول النزاع السوري، لكن بدأتا في الأسابيع الماضية التعاون عن كثب في عمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية لحلب التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية.

وأظهرت صور مأساوية السفير كارلوف يسقط أرضا على ظهره، فيما يرفع المهاجم مسدسه أمام الحاضرين الذين أصيبوا بالذهول وحاولوا الاختباء خلف طاولات الحفل. وردد المسلح آيات التكبير ثم طالب بمحاسبة كل المسؤولين عما يحصل في سوريا وحلب.

وفيما تبقى العاصمة التركية في حالة إنذار قصوى بعد سلسلة هجمات هذه السنة، فتح مسلح النار أيضا أمام السفارة الأمريكية في أنقرة ليلة الإثنين الثلاثاء في حادث منفصل.

ومساء الثلاثاء وصلت طائرة روسية تقل جثمان السفير إلى موسكو آتية من أنقرة. وكان لافروف ونظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في استقبال أرملة السفير، وأقيمت مراسم عسكرية تكريما للجثمان.

من جهته، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أجهزة الاستخبارات بتعزيز الإجراءات الأمنية في روسيا والخارج، غداة اغتيال السفير الروسي.

وقدم البابا فرانسيس "تعازيه" إلى روسيا بحسب ما جاء في بيان صادر عن الفاتيكان.

تعليق وسائل الإعلام على حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة

من هو ميرت التينتاش؟ 

وأفادت وسائل إعلام تركية الثلاثاء أن الشرطي التركي استخدم بطاقة الشرطة التي يحملها للدخول إلى المعرض بسلاحه. 

وذكرت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة أن ألتينتاش تسبب بإطلاق إنذار جهاز رصد المعادن الأمني عند دخوله المعرض في أنقرة وهو يحمل مسدسه. لكن بعدما أظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، سمح له بالمرور.

من جهتها ذكرت صحيفة "حرييت" أن التينتاش الذي كان يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب في شرطة أنقرة منذ سنتين ونصف سنة، نزل في أحد الفنادق القريبة من أجل التحضير للهجوم.

وأضافت أنه كان في مأذونية وارتدى بزة وربطة عنق وحلق ذقنه في الفندق قبل التوجه إلى مكان المعرض. ثم قامت الشرطة بقتله بعد تبادل إطلاق نار استمر أكثر من 15 دقيقة.

ويتحدر التينتاش من بلدة سوكي في محافظة آيدين غرب تركيا وارتاد كلية شرطة.

اعتقالات واتهامات

وذكرت وكالة الأنباء التركية دوغان أن ستة أشخاص وضعوا قيد الحجز الاحتياطي الثلاثاء في إطار التحقيق في اغتيال السفير الروسي.

ومن جهته، أبلغ مولود تشاوش أوغلو وزير الخارجية التركي الثلاثاء نظيره الأمريكي جون كيري، أن الداعية فتح الله غولن "يقف وراء" اغتيال السفير الروسي في تركيا، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية.

وقال الوزير التركي أثناء الاتصال أن "تركيا وروسيا تعرفان من (يقف) وراء الهجوم على السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، إنها إف آي تي أو" الاسم المختصر لشبكة غولن، بحسب الوكالة.

وأشارت الوكالة أن ستة مقربين من مطلق النار مولود ميرت التينتاس وضعوا قيد الحجز الاحتياطي في آيدين، المدينة التي يتحدر منها القاتل في غرب تركيا .

ورجح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك المعروف بصراحته، على حسابه على تويتر أن يكون المهاجم مرتبطا بجماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي حملته السلطات التركية مسؤولية محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو الماضي.

من جهته، ينفي غولن أي علاقة له بالانقلاب الفاشل، كما أصدر مؤيدوه بيانا يرفضون فيه أي علاقة بعملية اغتيال السفير الروسي.
كما عبر غولن في بيان صدر مساء الإثنين عن "صدمته وحزنه" لاغتيال السفير الروسي.

"من وجّه يد القاتل"؟

ووصف الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في اتصالهما مساء الإثنين اغتيال السفير بأنه "استفزاز" يهدف إلى الإضرار بالعلاقات بين موسكو وأنقرة، وقال بوتين إن "الرد الوحيد على ذلك هو تكثيف مكافحة الإرهاب".

كما أضاف بوتين، "نريد أن نعرف من وجه يد القاتل".

من جهتها، رأت الصحافة الروسية أن اغتيال السفير لن يؤثر على العلاقات بين موسكو وأنقرة، والتي شهدت تقاربا كبيرا خلال الصيف بعد أزمة دبلوماسية حادة استمرت حوالي عام على خلفية النزاع في سوريا.
 

فرانس24/ أ ف ب