إننا في التحالف الشعبي التقدمي، نتابع ـ ببالغ الاهتمام والقلق الشديد ـ التوتر المتجه نحو التأزيم الذي ينتاب العلاقات الموريتانية المغربية في الآونة الأخيرة، تصعيدا نحو وضع غير محمود العاقبة بالنسبة إلى الشعبين الشقيقين، والبلدين مترابطي المصالح، والإقليم ذي الهموم والمصير المشترك.
وتأتي تصريحات السيد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، دفعا قويا في اتجاه الأزمة، إحياء لنزعة توسعية لدى هذا الحزب، وإذكاء لروح التنازع في مقومات وجود البلدين، وتوظيفا رخيصا لروابطهما التاريخية المتينة، وأواصر القربى والجيرة الحميمة بينهما.
إن النخب السياسية في موريتانيا والمغرب، مطالبة ـ الآن أكثر من أي وقت مضى ـ بأن تستجيب لداعي المصلحة العليا للبلدين الشقيقين، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة، ويرعى ما بين أبنائها من عمق الترابط، وما تعد به طبيعتها من مصالح مشتركة، وما يتهددها من مخاطر الإرهاب، وآثار التخلف، ومزالق الحروب والتفكك.
إن هذا الواقع بمختلف أبعاده، وتلك الحقائق وما يترتب عليها من وعي وحسن رعاية لمصالح شعوب المنطقة، وما تقتضيه التحديات من يقظة والتصدي لكل ما يعوق توحيد الجهود، وتكاتف الطاقات، من أجل تعزيز أمن منطقتنا وصيانة الوحدة الترابية لبلدانها، وذلك ما يكفي لتسفيه كل ما من شأنه أن يخل بذلك الواقع وتلك الحقائق.
ولهذا فإننا، في التحالف الشعبي التقدمي:
ـ ندين تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، ونراها مشينة، غير لائقة، وتتنافي والمواقف التي يمكن أن تصدر من جهة مسؤولة، كان يمكن أن تسهم في التخفيف من حدة الأزمة، بدل الإثارة، وإذكاء روح النزاع والمواجهة؛
ـ نرفض مثل هذه التصريحات رفضا قاطعا، ونستنكر ما فيها من زيف، وتحريف لحقائق التاريخ، وافتراءات غايتها النيل من وحدتنا الترابية، وهي استهداف لحرمتنا وطعن في استقلالنا، في الوقت الذي يتعين توجيه الاهتمام إلى أقاليم مغربية كسبتة وامليلية اللتين ما زالتا خارج السيادة المغربية؛ ومشكلة الصحراء التي لا يمكن التغاضي عنها.
ـ وفي كل الأحوال فإننا في موريتانيا، لن نقبل مثل هذه الاستفزازات؛ ونعلن استعدادنا لمواجهتها، ورفع كل تحدّ يترتب عليها؛ وإذا اقتضى الموقف المواجهة والموت دفاعا عن موريتانيا، وحماية حوزتها الترابية، وصيانة وحدتها الوطنية.
ـ ندعو المسؤولين في البلدين الشقيقين إلى الحد من تصعيد الأوضاع المتوترة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة بتجاوز بوادر التأزم المتواترة من كل البلدين؛
ـ ندعو أصحاب الرأي، والقوى السياسية في كل من المملكة المغربية الشقيقة والجمهورية الإسلامية إلى الإسهام في تنقية الأجواء، وتلطيف حدة التوتر التي تنتاب العلاقات بين البلدين الشقيقين.
انواكشوط في 26 دجمبر 2016
مكتب التنفيذي