أقدمت جهات سياسية وإدارية نافذة، على إيفاد مجموعة من الإعلاميين إلى ولاية تيرس الزمور، بهدف تغطية الزيارة التي سيؤديها عبد الاله بنكيران لمدينة ازويرات، كموفد رسمي للعاهل المغربي؛ دون المرور بالجهات الوصية على قطاع الاتصال في موريتانيا..
وقد تم اختيار الوفد الإعلامي المذكور من قبل ما بات يعرف بخلية (الحزب الحاكم، التلفزة والاذاعة) والتي اصبحت بين ليلة وضحاها الجهة الوصية الأولى على الحقل الصحفي في البلد؛ تقصي من تشاء وتدعو من تريد، وهي من عملت سنيناً على وأد كل الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية في مجالات شتى؛ فكلما قطع الرجل مسافة استوقفه هؤلاء..!
لكن اللافت في هذه التشكلة هو أن معظم أعضاءها محسوبون على "جبهة البورساريو" إعلاميا على الأقل، وهي مساعي واضحة من (الخلية) لتعميق الهوة في العلاقات البينية الموريتانية المغربية وتوتير الأجواء بين البلدين، في تتويج لجهود حثيثة بذلتها في السابق بواسطة أجنحة إعلامية منذ أن تقدمت موريتانيا لاستضافة القمة العربية.
ومع أن الأسئلة التي سيتم طرحها خلال المؤتمر الصحفي المرتقب لرئيس الحكومة المغربية "مُعلبة" داخل جيوب الموفدين، فإن تعليمات إضافية من قبيل ـ استفزاز الضيف ـ ستكون بانتظار "البعثة" بعد أن فرغت من مهام سابقة كانت ملامحها بادية في الهجوم الشرس على الشقيقة المغرب.
ورغم أن قطاع الاتصال في موريتانيا ظل يُدار منذ فترة من خارج أروقة الوزارة الوصية ويكتتب لصالحه جنودا بعضهم من خارج الحقل والبعض الآخر مستتر الاسم، إلا أن انتقاء أسماء بعينها لحدث تاريخي بهذا الحجم خصوصاً في ظروف سياسية وإقليمية بالغة الصعوبة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسكت عليه أو حتى يتم التغافل عنه، ذلك أن المصالح العليا للوطن تتطلب الابتعاد ولو لخطوة عن شخصنة الأمور، رغم الجهود الجبارة التي يبذلها الطرفان كي تعود المياه لمجاريها.