قدم الأمين العام لـ "حزب الاستقلال" حميد شباط اليوم الخميس في مقال افتتاحي في صحيفة "العلم" التابعة للحزب اعتذارا لموريتانيا عن "سوء الفهم" الناجم عن قوله إن موريتانيا "جزء من المغرب".
وكتب شباط أن "الأمين العام وقيادات حزب الاستقلال لا تتردد في الاعتذار لموريتانيا الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا". وأوضحت الافتتاحية أن "الأمين العام للحزب كان بصدد الحديث عن سياق تاريخي مضى وولى وموقف حزب الاستقلال من موريتانيا الشقيقة هو بالضبط ما أكده العاهل المغربي محمد السادس للرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز في الاتصال الأخير بينهما".
ونشأ "سوء الفهم" حينما قال شباط خلال اجتماع حزبي عن تاريخ استقلال المغرب والمناطق التي فقدها بسبب الاستعمار، إن "موريتانيا أصبحت دولة وهي أراض مغربية محضة"، مشيرا أيضا إلى أن مناطق تندوف وكلوم بشار والقنادسة الجزائرية كانت سابقا تحت سيطرة المغرب.
الخارجية المغربية تنتقد تصريحات شباط بشأن موريتانيا
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم "حزب الاستقلال" عادل بنحمزة إن "اعتذار حزب الاستقلال وقيادته لموريتانيا وشعبها وحكومتها نابع من الاحترام الذي نكنه للجارة". وأضاف: "لحسن الحظ أن الشيء الإيجابي في هذا المشكل الذي تم تضخيمه هو إذابة الجليد وإعادة الدفء للعلاقات المغربية الموريتانية".
وقد اتصل الملك محمد السادس بالرئيس الموريتاني مؤكدا أن "المغرب يعترف بالوحدة الترابية" لموريتانيا كما بعث برئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران الثلاثاء إلى نواكشوط لـ"تبديد كل سوء فهم".
ويأتي هذا الحادث الجديد بين نواكشوط والرباط في ظل توتر متصاعد منذ وصول الرئيس الموريتاني إلى السلطة العام 2008 بانقلاب عسكري. وقد طردت نواكشوط عام 2009 مراسل وكالة الأنباء المغربية معتبرة إياه "عميلا" للمخابرات كما رفضت موريتانيا مرارا تجديد إقامة كوادر مغربية.
والعام 2015 أدى دخول جنود موريتانيين ورفعهم علم بلادهم في مدينة الكويرة، أقصى نقطة في الصحراء الغربية قبالة ميناء نواديبو الموريتاني إلى إثارة غضب الرباط التي تعتبر هذه المنطقة "جزءا لا يتجزأ" من المملكة.
كما ازداد التوتر بسبب التقارب غير المسبوق بين ولد عبد العزيز وجبهة البوليساريو والجزائر.