من المهمّ ونحن ندخل العام الجديد أن نقف وقفة مع أنفسنا ونحاول أن ندرس ما أنجزنا وما أخفقنا فيه ، ونحاول رسم خارطة طريق جديدة علّنا نتفادى ما عشناه من اخفاقات في العام المنصرم .
لا بل أرى أن ليس هناك إخفاقات بقدر ما هي مواقف يمر بها المرء لكي يحسّن من نفسه ويتميّز أداؤه في قابل الأيام ، وهذه المفارقة أجدني أقترح عشر اقتراحات لكي تبدأ سنتك الجديدة بكل حيوية ونشاط وكأنك ولدت من جديد .وبدون أي إطالة ،
هاك هداياي لك في هذا العام الجديد ، والهدف هو أن تتكوّن لديك الرؤية بحيث تتمكن من الاستفادة في عامك الجديد أكثر فأكثر .
1- تيقن أن كل سنة جديدة عليك هي بالنسبة لك فرصة جديدة للانجاز والعطاء والتضحية والمزيد من الاجتهاد .
2- عليك أن تقبل ذاتك كما أنت ، وانظر إلى المرآة واعلم أن الله هو الذي خلقك كما أنت فلا تقلّل من شأنك ، ولا أفهم كيف يخلقك يد البارئ ثمّ تشعر أنك ناقص في شيئ ما بحياتك ..ولا تترك أحدا أو محيطك يشعرك بالإحباط ومن ثم تلقي السلاح وتترك الكفاح من أجل صناعة حياتك نحو مستقبل أفضل .
3-إعمل على استقلالك الاقتصادي ولا تنتظر أحدا يأتي بدرهم واحد لأننا نعيش في زمن لا قيمة فيها للفقراء ..وقد قال لي صديقي : يا أحمد إذا أردت أن تأكل الطعام الذي تريده في بيتك بالنوعية التي تريد فعليك أن تعمل وتعمل من أجل دخل أفضل .
4- أضف ألا تشكو لأحد مشاكلك وإن كان لا بدّ فلأقرب الناس إليك وليكن شخص واحد ممن تثق ، فأغلب من تشكو عندهم سيبيعونك عندماتفسد علاقتك معهم ، كما لا تنتظر مساعدة من أحد في حلّ مشاكلك هذه السنة ، أنت من تتحمل فقط مشاكلك فلا تحمّلها غيرك وثق أنك تستطيع أن تحلّها إذا ما قرّرت من اليوم .
5-حدّد 3 أهداف تسعى لتحقيقها في العام الجديد ولتكن هذه الأهداف متصلة 4 مجالات في مجال وظيفتك و تكوينك الأكاديمي وفي دخلك الاقتصادي وفي مجال علاقتك مع أسرتك وعلاقتك الآخرين باختصار كوّن نفسك بنفسك .
6-صحتك صحتك ، ألا ما أغلاها من قيمة فلا تفرط فيها ، لا تنس استشارة طبيب أو القيام بفحوصات لكي تعرف أين أنت من صحتك، ولا تنس إذا كانت لديك أدوية أن تأخذها كما وصف لك ، كما لا تنس لحظة مشي ورياضة كل يوم ، واعتن بأكلك ولا تنس أن تدعو أن يعافيك الله في بدنك وروحك وبصرك .
7-لا يتصوّر أن تقدم أوقاتك للناس وتنسى نفسك وتنسى مشاريعك وأهدافك وحتى تنسى أسرتك وزوجتك وأولادك ، هذا حرام ، لا ستصور أن تسعد الآخرين بينما زوجتك تشكو كثرة غيابك وبخلك ، وأولادك يفتقدون وكأنك لا تهتم بهم . والرجل حقيقة هو الذي لا ينسى أسرته لحظة واحدة .
8-تعلّم لغة جديدة أو زد خبرتك في لغة لا تتقنها فنحن في عصر تعدد اللغات وخاصة الفرنسية والانكليزية ، أستاذي/ غنمي يتحدث 9 لغات على تفاوت في الإتقان وصديقي يوسف يتحدث 7 لغات ، أحد أعمامي / كان يخطب الجمعة في 20 لغة ، وأحسن شيئ أن تتعلم لغة من هم قريبون منك ولتكن لغة افريقية .
9-ليكن مع برنامج مع القراءة فكيف تنتهي سنة ولم تقرأ كتاب خارج تخصصك ، واخبرني كم من الكتب تقرأ أعرف أين مستواك العلمي ، وغالبا نظن أننا مستغنون عن القراءة والكتاب بسبب مواقع الانترنت وهذا خطأ منك فاوراق الكتاب لها نكهاتها الخاصة ..
10-أعرف أنك تنتظر مني شيئ أخير ، وأعتقد أنك تتفق معي أن مهما كان اهتمامنا بالجانب العلمي والعقلي وحتى الرياضي ، إلا أنني أعرف أن أنك تتفق معي أن الفراغ الروحي يميت القلب ويجهز على الضمير ، إذ لا حياة لنا ما دمنا بعيدين عن الله عز وجل وما دمنا لا نحاسب أنفسنا في علاقتنا مع الله فهذا يعني أن كل ما سبق لا داعي منها …
يا أخي كن مع الله ولا تبالي ، والنجاح الحقيقي هو عندما تكون علاقتك مع الله جيدة ولقد أحسن من قال : إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك .
وأخيرا لتكن كل لحظة ، كل دقيقة ، كل ساعة ،كل يوم ، أسبوع، شهر ، والسنة كلها فرصة لك للتغيير نحو الأفضل ، ولا حلّ أمامنا سوى أن نتغير وسوف نتغير ونغيّر العالم حولنا ومعا إلى الأمام .
هذه كبسولات عشر أردت أن أذكر بها نفسي وأشارككم فيها على أمل أن تكون هذه السنة سنة نجاح للجميع ، سائلين المولى حسن التوفيق والسداد …
حمدي جوارا