أ ف ب: هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجموعة «تويوتا» اليابانية العملاقة لصناعة السيارات باتخاذ تدابير جمركية ضدها، اذا واصلت استثماراتها في المكسيك، في اعلان ساهم في تراجع سعر اسهمها أمس الجمعة باكثر من 3 في المئة.
بهذا التهديد يمارس دونالد ترامب ضغوطا غير مسبوقة على كبرى المجموعات الصناعية لحملها على البقاء في الولايات المتحدة.
ووجه ترامب تهديداته في تغريدة أمس الأول إلى المجموعة الأولى في العالم لإنتاج السيارات، متهما اياها بالسعي إلى بناء مصنع في المكسيك لإنتاج سيارات مخصصة للسوق الأمريكية.
وبعد ان لوح بتهديد مماثل يوم الثلاثاء ضد مجموعة «جنرال موتورز» الأمريكية، كتب ترامب على تويتر أمس الأول «قالت تويوتا موتور انها ستبني مصنعا جديدا في باخا بالمكسيك لإنتاج سيارات كورولا للولايات المتحدة. مستحيل! ابنوا المصنع في الولايات المتحدة او ادفعوا ضريبة حدودية كبيرة».
لكن ترامب يرتكب هفوة في تغريدته اذ يشير إلى «مصنع جديد» تنوي المجموعة اليابانية تشييده في «باخا في المكسيك» في حين ان هذا المصنع قائم هناك منذ العام 2002. في الواقع تبني تويوتا مصنعا لكن في منطقة اخرى من المكسيك.
وأمس تراجع سهم «تويوتا» في بورصة طوكيو عند بدء التداول بـ1.68 في المئة بعد ان انخفض لفترة وجيزة لاكثر من 3 في المئة، وكذلك انخفض سهما نيسان بـ2.20 في المئة وهوندا بـ1.90 في المئة.
وبهذا التهديد الجديد يستمر ترامب، الذي قلب قواعد اللعبة رأسا على عقب خلال حملته الانتخابية، في عدم احترام الأعراف السياسية مهاجما علنا الشركات الكبرى، وهو امر كان نادرا حتى الآن في الولايات المتحدة. وعلى تويتر دعا ترامب الثلاثاء مجموعة «جنرال موتورز»، أول مصنع للسيارات في الولايات المتحدة، إلى ان تنتج في أمريكا سياراتها المخصصة للسوق المحلية تحت طائلة دفع «ضريبة حدودية كبيرة».
وعلى الفور نشرت الشركة بيانا اكدت فيه ان قسما ضئيلا جدا من إنتاجها في المكسيك يباع في الأسواق الأمريكية.
كما اعلنت مجموعة «فورد» الأمريكية، التي انتقدها ترامب بشدة لانتشار مصانعها في الخارج، الثلاثاء الماضي انها ستعدل عن بناء مصنع في المكسيك للاستثمار في مصنع موجود في ميشيغان (شمال الولايات المتحدة) واستحداث 700 وظيفة جديدة.
وحتى قبل توليه مهامه، يسعى ترامب إلى ثني شركات إنتاج السيارات عن استخدام اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي تتيح لها أن تصدر بضائع مصنوعة في المكسيك إلى الولايات المتحدة بشروط وبدون رسوم جمركية.
وخلال الحملة الانتخابية، هاجم ترامب اتفاق «نافتا» الموقع في 1994 والذي يشمل ايضا كندا، ووعد باعادة التفاوض بشأنه او بنقضه بكل بساطة. وقال كارلوس غصن المدير التنفيذي لشركة «رينو-نيسان» خلال مؤتمر صحافي أمس الأول ردا على سؤال حول خطر إغلاق الحدود الأمريكية «اننا براغماتيون وسنتأقلم مع اي وضع شرط ان تطبق القاعدة على الجميع».
واضاف «لم يحصل اي تغيير حتى الآن. أسمع أمرين في برنامج الرئيس المنتخب : أمريكا أولا والوظائف في الولايات المتحدة. (…) وما نفعله لا يتناقض مع هذين المبدأين».
ويبدو ان شركات إنتاج السيارات، التي تجتمع الأسبوع المقبل في معرض ديترويت للسيارات، هي الهدف الرئيسي لهجمات ترامب لكنها ليست الوحيدة التي تتعرض لها.
وفي كانون الاول/ديسمبر هاجم مجموعة «لوكهيد مارتن» الأمريكية للصناعات الدفاعية بسبب كلفة مقاتلتها اف-35 «الباهظة». كما هاجم «بوينغ» الأمريكية لصناعة الطائرات للكلفة العالية لإنتاج طائرة رئاسية. وغرد قائلا «ترتفع التكاليف اكثر من اربعة مليارات دولار. الغوا الطلبية!».
ولهذه الاحتجاجات آثار مباشرة، هي تراجع أسعار الأسهم في البورصة وخسارة ملايين الدولارات من رسملة السوق.
وبهذا الهجوم الأخير يتخطى ترامب عتبة جديدة إذ يتعرض لأول مرة لمجموعة أجنبية، مؤكدا بذلك أن غضبه لا يتوقف عند الحدود الأمريكية.
وتوقيت الهجوم الكلامي على المجموعة اليابانية في غير محله.
وكتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) ان رئيس مجلس ادارة تويوتا كان اعلن للتو عن تقارب مواقفه من من الرئيس الأمريكي المنتخب. وصرح اكيو تويودا للصحافيين «اذا نظرتم إلى الأجل البعيد اننا نذهب في نفس الاتجاه».
وأخيرا لن يكون للمصنع الذي تشيده المجموعة في المكسيك اي تأثير على الوظائف في الولايات المتحدة التي يقول ترامب انها تشكل أولوية. وفي تقريرها المالي الاخير اكدت تويوتا ان إنتاج نموذج كورولا الذي هاجمه ترامب، سينقل من كندا إلى المكسيك.
وقالت تويوتا «ان حجم الإنتاج او الوظائف في الولايات المتحدة لن ينخفض بسبب مصنعنا الجديد» في المكسيك، مؤكدة انها جزء «من النسيج الاجتماعي» الأمريكي منذ حوإلى ستين عاما.