اتهام «الفيسبوك» بـ«معاداة الفلسطينيين» والتعاون مع الاحتلال | صحيفة السفير

اتهام «الفيسبوك» بـ«معاداة الفلسطينيين» والتعاون مع الاحتلال

ثلاثاء, 10/01/2017 - 14:25

«القدس العربي»: حذر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين من استخدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي موقع «فيسبوك» كأداة ضد الحقوق الفلسطينية، ورفض ازدواجية التعامل التي تقوم بها إدارة هذا الموقع المتخصص في التواصل الاجتماعي، في التعامل مع الاحتلال، واتهمه بـ«معاداة» الشعب الفلسطيني، ودعا للبحث عن بدائل له.
وقال المنتدى في بيان له تلقت «القدس العربي» نسخة منه إنه «يراقب بقلق شديد» تصاعد إجراءات الاحتلال وسياساته التعسفية بحق الفلسطينيين في التعبير عن قضيتهم، ونقل جرائم الاحتلال للعالم. وأشار إلى أن آخر هذه الإجراءات كان مصادقة الكنيست الإسرائيلي، بالقراءة الأولى على قانون «فيسبوك» الذي يسمح لمحاكم الاحتلال بإزالة وحذف مضامين عن شبكة التواصل الاجتماعي تعتبرها إسرائيل تحريضية، والسماح لشرطة الاحتلال باعتقال نشطاء «فيسبوك» الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة.
وأوضح أن حكومة الاحتلال قدمت قانوناً يخول المحاكم الإسرائيلية للشؤون الإدارية بحذف وشطب ما يعتبره القانون «مضامين تحريضية وإرهابية» ضد إسرائيل، والعمل على استصدار أوامر من المحاكم الإسرائيلية بإغلاق الصفحات وتقديم أصحابها للمحاكمة. وذكر أن القانون يلزم إدارة «فيسبوك» وشبكات التواصل وشركات الإنترنت المزودة للمضامين بـ «حذف وشطب أي منشورات ضد إسرائيل».
وكانت إسرائيل قد سبقت تشريع القانون بأن أصدرت تعليمات بمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي تحت غطاء «التحريض على الإرهاب»، لرصد التدوينات والمنشورات التي تعتبر من وجهة نظرهم تحريضية، ومن ثم التوجه إلى شركة «فيسبوك» ومطالبتها بإزالة وشطب المنشورات أو الصفحة التحريضية بـ «شكل فوري».
ويقول المنتدى الفلسطيني إنه يساعد في تنفيذ ذلك ما كشف مؤخراً بـ»الاتفاق السري» بين فيسبوك» وإسرائيل.
وكان عدد من مسؤولي «فيسبوك» قدموا إلى إسرائيل قبل أشهر قليلة، وعقدوا لقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين هناك، وتوصلوا معهم الى اتفاق يضيق الخناق على الفلسطينيين خلال التعليقات والمنشورات على هذا الموقع، خاصة التي تناهض سياسات الاحتلال. واعتقلت إسرائيل عقب ذلك عددا من النشطاء الفلسطينيين، بحجة تعليقات وتدوينات وضعوها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدمتهم للمحاكم العسكرية. ودان المنتدى بشدة هذا القرار، واعتبره «تصعيداً خطيراً للإجراءات القمعية وسياسة تكميم الأفواه التي تمارسها قوات الاحتلال في محاولة منها لإرهاب الأصوات الحرة، التي تفضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام المحلي والدولي». وندد كذلك بـ «حملة التحريض الإسرائيلية»، وأبدى في الوقت ذاته استغرابه إزاء استجابة إدارة «فيسبوك» لهذه القرارات التي تؤشر إلى «ازدواجية المعايير» لدى شبكات التواصل الاجتماعي في التعامل مع وسائل الإعلام.
ورفض المنتدى أي مسوغات يقدمها الاحتلال بهدف حجب أي صفحات شخصية أو إخبارية أو مهنية أو وطنية، ويعتبرها باطلة في ظل وجود صفحات إسرائيلية مماثلة تحرض على الشعب الفلسطيني ومواقع إسرائيلية تبث الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين.
ودعا المؤسسات الدولية إلى «تحمل مسؤولياتها القانونية والأدبية والأخلاقية، في مواجهة مثل هذه القرارات والضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته التعسفية ضد الإعلام الفلسطيني». وطالب إدارة «فيسبوك» برفض التعاطي مع قرار الاحتلال «الجائر»، الذي يسمح للمحاكم الإسرائيلية بإزالة وحذف مضامين عن شبكة التواصل الاجتماعي. ودعاها للإعلان عن موقفها من هذا القرار و»انتهاج سياسة واضحة ومهنيّة في تقييمها للصفحات التي تحرّض على العنف أو تخالف سياسات النشر المتّبعة وأن تتوقف عن ممارسة ازدواجية المعايير». وذكر المنتدى أن القائمين على «فيسبوك» حذفوا مئات الصفحات والحسابات التي تتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني وشهدائه ومقاومته.
وأكد المنتدى أن ذلك يعكس قرارا لدى «فيسبوك» بـ «معاداة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة واستجابة واضحة لإملاءات الاحتلال». ودعا الفلسطينيين للشروع بحملة ضد إدارة «فيسبوك» والبحث عن بدائل.
وخلال الأيام الماضية شرعت إدارة موقع «فيسبوك» بإغلاق عشرات الصفحات الفلســـطينية، وفي مقدمتـها صفحات مسؤولي حركة حماس. وانتقدت الحركة بشدة العملية، وأكدت أنها تمثل «تماديا كبيرا في تساوق إدارة الموقع مع سياسات الاحتلال الصهيوني»، وأكدت على حق هذه الصفحات في التعبير عن وجهات النظر. وطالبت الحركة النشطاء الفلسطينيين والصفحات الإخبارية الفلسطينية على موقع «فيــسبوك»، بالبحث بشكل جدي عن بدائل فاعلة عن الموقع، بسبب «معاداته للشــعب الفلــسطيني ولقضــاياه الــعادلة».