افاد مصدر لبناني في الرياض لفرانس برس مساء اليوم الثلاثاء ان السعودية ولبنان اتفقا على اجراء محادثات حول اعادة العمل بحزمة مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وقال المصدر في وفد الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز “انتهى التجميد”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما استعرضت تطورات الأحداث في الساحتين العربية والدولية.
وكان الرئيس اللبناني وصل السعودية، الاثنين، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للبنان، في أكتوبر/ تشرين الأول، على أمل تخفيف التوتر بين الرياض وطهران، علما أن جولته الخارجية تشمل أيضا قطر وإيران.
ويسعى عون إلى تنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والمساعدات، وخاصة المساعدات العسكرية المجمدة، بالإضافة إلى رفع تحذيرات السفر التي وجهتها دول خليجية العام الماضي لمواطنيها الراغبين في زيارة لبنان، وأضرت بشدة بقطاعه السياحي.
ومن جهته اكد الرئيس اللبناني خلال زيارة الى المملكة الثلاثاء رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون مع الرياض في عدة مجالات وبينها “مكافحة الارهاب” عبر “تبادل الخبرات والمعلومات”.
وقال عون في مقابلة مع قناة “الاخبارية” السعودية ان وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية والتربية والاعلام الذين يرافقونه “سيلتقون زملاءهم (…) للتباحث في ما بينهم ويجدون بعض قطاعات التعاون سويا”.
واضاف ردا على سؤال حول اوجه التعاون في مجال “مكافحة الارهاب” مع المملكة السعودية ان “تبادل الخبرات وتبادل المعلومات حول الارهاب شيء جيد ومرغوب فيه”.
والتقى عون في قصر اليمامة في الرياض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ضمن “جلسة مباحثات رسمية” جرى خلالها “استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات”، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية “واس″.
كما تطرقت جلسة المباحثات الى “تطورات الأحداث في الساحتين العربية والدولية”، وفقا للوكالة.
واجريت للرئيس اللبناني مراسم استقبال رسمية حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم قام عون باستعراض حرس الشرف، قبل ان ينضم الى مأدبة غداء اقامها الملك تكريما له وللوزراء المرافقين.
وانتخب عون المسيحي الماروني رئيسا للبلاد بدعم من سعد الحريري، رئيس الحكومة السني حليف الرياض، بعد نحو عامين ونصف عام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة حول ملفات عدة داخلية وخارجية، على رأسها الحرب في سوريا المجاورة.
ويقول محللون ان السعودية التي تدعم جماعات مناهضة للنظام السوري تامل باستقرار اكبر في لبنان بعد ان ابدت قلقها من الدور الذي لعبه حزب الله اللبناني، الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام، في الحكومة السابقة.
وكانت السعودية اعلنت حزب الله في اذار/مارس الماضي “تنظيما ارهابيا” ودعت رعاياها الى مغادرة لبنان.
وفي شباط/فبراير، علقت المملكة برنامج مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار الى لبنان على خلفية ما اعتبرتها “مواقف عدائية” من جانب بيروت ناتجة من “خضوع″ لبنان لحزب الله القريب من ايران، خصم السعودية.
وقال عون ردا على سؤال حول برنامج المساعدات العسكرية “سنستعرض كل المواضيع الممكنة”.
ويشهد لبنان منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة انقساما سياسيا حاداً. ويستقبل البلد الصغير اكثر من مليون لاجئ سوري.
وشدد عون على ان الوضع في لبنان “تحسن بحد ادنى من التفاهم”، مضيفا “لا اخشى ان نفقد التوازنات لان التوازنات حصلت وهي كل يوم ازود من اليوم الذي مضى”.
وقال ان “جميع الفرقاء اجتمعوا على اعمار لبنان مهما كانت النتائج في الدول الاخرى لان اعمار لبنان هو للجميع، وثانيا الامن الاستقرار هو للجميع″.
واعتبر ان “على الدولة ان تؤمن الامن للافراد وللجماعة (…) وتحافظ على الاستقرار (…) بين مختلف الفئات اللبنانية حتى لو كانت هناك نظرات سياسية مختلفة في ما يتعلق ببعض الشؤون في البلدان العربية والمجاورة”.