يفتتح الفيلم المصري "هدية من الماضي" فعاليات مهرجان السودان للسينما المستقلة بالخرطوم.
ويعرض الفيلم في حفل الافتتاح بـ"ورشة الصالونات" (مكان لإقامة الفعاليات الثقافية)، ويبين عمق العلاقات الأسرية من خلال رحلة تخوضها الشابة كوثر يونس مخرجة الفيلم مع والدها بين القاهرة وروما.
وتصور الابنة فيلمها بشكل سري باستخدام كاميرا الموبايل للحفاظ على مصداقيتها وعفويتها.
والفيلم يعبر عن سينما مستقلة متجددة ومتمردة على شروط الإنتاج المعتادة ويعتبر أول إنتاج وثائقي طويل للمعهد العالي للسينما بالقاهرة.
وشارك في حفل افتتاح المهرجان، المخرج الأميركي التشادي بنتلي براون، ونُخبة من السينمائيين الشباب، بالإضافة إلى ممثلي بعثات أجنبية بالخرطوم.
وانطلق بالخرطوم السبت، المهرجان في دورته الرابعة، وبمشاركة 82 فيلماً من 16 دولة، بينها السودان.
وقال رئيس المهرجان طلال عفيفي في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن "المهرجان استطاع تحقيق معدلات نمو عالية رغم الموارد الشحيحة".
ودعا عفيفي وزارة الثقافة السودانية لرصد ميزانية كافية للمهرجان، تفاديا لطرق أبواب المانحين.
وأضاف: "نحتاج إلى دعم لنعمل بشفافية لتحقيق السلام الاجتماعي ورفع الوعي بالعمل المستمر وتجويد الأداء".
ومهرجان "السودان للسينما المُستقلة"، فعالية سنوية، تنظمها مجموعة "سودان فيلم فاكتوري" (غير حكومية) منذ العام 2014، برعاية وزارة الثقافة، ضمن رؤية تطمح إلى تعزيز الثقافة السينمائية، والفنون البصرية في سياق الحياة العامة.
ويضم المهرجان الذي يستمر لمدة أسبوع، مجموعة من الأفلام جميعها إنتاج عامي 2015 و2016 من نخبة المهرجانات في العالم، عددها 82 فيلما، من بينها 22 فيلما طويلا، تتنوع ما بين روائي ووثائقي، و60 فيلما قصيرا.
والأفلام المعروضة من إنتاج 16 دولة، بينها السودان، إلى جانب تركيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب، لبنان، فلسطين، السعودية، الإمارات، البرتغال، إسبانيا، أسكتلندا، أمريكا، بريطانيا، وإيران.
ويعرض المهرجان أفلامه، في عدة أماكن من بينها المركز الثقافي التركي، والمركز الثقافي البريطاني، وجامعة الخرطوم، ومنتدى دال الثقافي.
ويهدف المهرجان إلى مخاطبة أكبر عدد ممكن من الجمهور، من خلال فعالياته وعروضه المجانية، والورش المُكثفة والندوات المُحاضرات التي يقدمها طوال الأسبوع.
وتشهد "ليالي السودان للسينما المستقلة" تقديم جائزة "حسين شريف" لأفضل فيلم سوداني، وهي جائزة "الفيل الأسود" (الجائزة الكبرى والوحيدة) التي يقدمها المهرجان.
ومن أهم الافلام المشاركة "اشتباك" (مصري)، "بارادايس" (إيراني)، "سبع أغينات لحياة طويلة" (أسكتلندي)، "الأطفال الآخرون" (إسباني).
ويلقي سينمائيون سودانيون باللائمة على نظام الرئيس عمر البشير، بلعبه الدور الأكبر في تهميش السينما بعد وصوله للحكم في العام 1989، حيث حلت حكومته مؤسسة السينما في 1991 وأغلقت أيضاً نادي السينما.
وغالبية صالات العرض الآن بالسودان مهجورة وبعضها تم هدمه، وما يعمل منها يقتصر على عرض أفلام هندية قديمة مع مستويات إقبال منخفضة جداً، في ظل تراجع الإنتاج السينمائي بالسودان.