حصلت "السفير" من مصادر شديدة الاطلاع على معلومات تؤكد بأن النظام يجري ـ منذ بعض الوقت ـ، حوارً سرياً مع أقطاب المعارضة التي لم تشارك في حوارات: 2011 و2016، وبعض الحركات والشخصيات المعارضة المقيمة في الخارج..
وأوضحت المصادر أن الحوار المذكور يقوده شخصيات محسوبة على النظام، جرى الإعداد له عشية اختتام الحوار الوطني الشامل الذي جرى نهاية العام المنصرم، من خلال مشاورات واجتماعات -على مراحل- بغية الخروج بصيغة توافقية من شأنها أن تضمن النجاح لحوار سياسي جاد وسلس يقطع الطريق أمام الحوارات السابقة والتي لم تلق قبول الشارع ولم تقنع حتى الشركاء الدوليين.
تجليات الحوار المذكور والذي يطبخ على "نار هادئة" حسب مصادر السفير، برزت في اتساع الهوة شيئاً فشيئا بين النظام ومحاوريه من المعارضة، ما دفع ببعضهم لتغيير الخط فيما يتعلق برفض تمرير التعديلات الدستورية عبر البرلمان ومحاولة إحراج السلطات بضرورة الوفاء بالتزامها بخصوص تنظيم استفتاء شعبي؛ كانت الحكومة قد بررت التراجع عن إجراءه بسبب تكاليفه الباهظة..
وليست عودة "بيرام" المشفوعة بخطاب مصالحة، إلاً جزءاً من دور الجناح الثاني (المعارضة الراديكالية)، في وقت يستعد بعض قيادييها لتأسيس إطار سياسي جديد قد يحمل اسم "تحالف المعارضة الموريتانية" أو ما شابه ذلك، بدلاً عن اسم "المنتدى" ما يمهد الطريق لعودة منتظرة لحزبي تكتل القوى وإيناد لحظيرة المعارضة، فيما يُفهم من مساعي فرض مؤتمر برلماني لتمرير التعديلات الدستورية محاولة من الطرف الأول (النظام)، لحلحلة الأمور ومن ثم تهيئة الأرضية السياسية لما هو قادم.