عمر الأيوبى يكتب: الحضرى "ضد الزمن".. وعودته للأهلى "ضد المنطق" | صحيفة السفير

عمر الأيوبى يكتب: الحضرى "ضد الزمن".. وعودته للأهلى "ضد المنطق"

جمعة, 03/02/2017 - 11:53

عادت الأفراح الكروية فى الشوارع المصرية بعد طول غياب، وتختفى مؤقتا الاختلافات العنيفة فى الميول والأفكار السياسية، التى أهدرت الكثير فى البلاد والتف الكل حول المنتخب الوطنى لكرة القدم، بعد انتصاراته المتتالية فى البطولة الأفريقية بالجابون، ويتأكد الجميع أن الكرة تنجح فيما يفشل فيه خبراء السياسة. فازت مصر على بوركينا فاسو بركلات الترجيح المثيرة، والتى احترقت معها أعصاب ملايين المصريين قبل الأفراح التى عمت البلاد.. واستطاع السد العالى عصام الحضرى استعادة شبابه وهو فى الـ44 عاما، ليؤكد للعالم أنه أسطورة كروية تجسد دروسا يمكن تعليمها للصغار فى مفاهيم الاجتهاد وإتقان العمل والتفانى.. وكمان الوطنية وحب تراب بلادك. عصام الحضرى ابن دمياط ذهب لبطولة الأمم الأفريقية والجهاز الفنى يضعه رقم 2 أو 3 فى وجود معلومات مؤكدة أن أحمد الشناوى حارس الزمالك سيكون أساسيا، لكن السد العالى متعود على مواجهة التحدى، فتدرب بجد وقوة وغضب فى أول مشوار البطولة، عندما تأكد أن الشناوى هو الذى سيبدأ فى لقاء مالى وهذا شىء طبيعى من دوافع الغيرة المقبولة بالتأكيد، وعندما تعرض الشناوى للإصابة كان العملاق جاهزا للمهمة بدرجة 100% ولم يحتاج وقتا للتأقلم مثلما يردد الخبراء، فظهر ثابتا ومتحفزا للمسئولية لتغيير الأوراق وينجح سريعا فى إعادة ضبط خط الدفاع، الذى ظهر صلبا فى وجود السد العالى، الذى دائما يوجههم للتحركات السليمة حتى فى الركلات الثابتة، رصدت الكاميرات مطالبته لهم بالقفز عند تسديد أى ركلات حرة على المرمى وآخرها الكرة الخطرة فى مواجهة بوركينا فاسو. تألق الحضرى فى مواجهات أوغندا وغانا والمغرب كان مثيرا للجدل، لأنه يتصدى لبعض الكرات ببراعة أحيانا أو سانده الحظ فى كرات أخرى بتوفيق من الله، وتحدث البعض عن العفاريت والسحر وكلام رئيس الزمالك عن العفريت جاميكا، الذى يدعم السد فى الكرات الصعبة، ورد السد ساخرا "العفاريت أصدقائى"، وقالت الجماهير أهلا بالعفاريت وأى شىء يفوز به الفراعنة، لكن فى مباراة بوركينا فاسو كان الحضرى عفريتا حقيقيا يتصدى ببراعة للتسديدات، والبوكس جاهز للعرضيات، وعندما جاءت لحظات الحسم من الركلات الترجيحية كانت خبرات 30 عاما فى الكرة تظهر بالتصدى لركلات الخيول البوركينى، معلنا أنه حارس ضد عقارب الزمن سواء قالو جاميكا أو ساحرا. الحضرى ليس حارسا عملاقا فقط، لكنه يمثل نموذجا للقائد الفاهم الخبير، الذى لا يوجد مثله فى صفوف المنافسين.. وخبراء التدريب يرون السد العالى ظاهرة تتدرب وتجتهد أكثر من أى لاعب آخر فى مصر ومستواه نتيجة اجتهاد وتعب شاق، وربما يعاب عليه الاحترافية المبالغ فيها، والتى يصفها البعض بحب المال الذى يجعله يخسر أحيانا الكثيرين.. وكانت خطيئته بالهروب من الأهلى إلى سيون السويسرى كارثة وجرح غائر فشل فى علاجه حتى الآن، لكن لكل جواد كبوة والأمر انتهى، لكنه بعد كل إنجاز يتحدث الكثيرون عن ضرورة عودته للأهلى، ويتعاطف معه الكثيرون من الأهلاوية حتى كبار المسئولين، ولكن لا يستطيع أحد اتخاذ قرار العودة، خوفا من السقوط فى بئر الخروج عن تقاليد الأهلى، الذين يرون رحيله كان كارثة مازال يعانى منها الأحمر. وفى حسابات العقل والمنطق الحضرى خلاص رحل عن الأهلى ولعب فى سيون والزمالك والإسماعيلى ووادى دجلة، ومازال يحافظ على مكانته كحارس عملاق ولا يجوز أن نستمر فى الحديث عن عودته للجزيرة، التى لن تحدث إلا بقرار سيادى