بعد 4 سنوات على إنشائها: مجموعة الدول الخمس في الساحل.. ماذا تحقق؟ | صحيفة السفير

بعد 4 سنوات على إنشائها: مجموعة الدول الخمس في الساحل.. ماذا تحقق؟

سبت, 04/02/2017 - 15:51

مرً على إعلان قادة خمس دول إفريقية، بمبادرة من موريتانيا، عن إنشاء تجمع إقليمي يعنى بالتنسيق الأمني ومكافحة مخاطر الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، أربع سنوات تخللتها قممٌ واجتماعات دورية منها ما هو أمني بحت ومنها ما اعتبر تأسيسا لإعداد مشاريع استثمارية مشتركة، دون أن يراوح الجميع مكانه..

فعلى الرغم من الترحيب الكبير الذي لاقته فكرة إنشاء تجمع إقليمي يوحد جهود دول عانت من ويلات الجماعات المتشددة ومهربي السلاح والمخدرات في منطقة مترامية الأطراف، والدعم المعلن من طرف الشركاء الغربيين وخصوصا فرنسا، إلا أن أهداف "مسار انواكشوط" الذي انبثق عنه التجمع يوم 16/02/2014، ما تزال حبيسة مقر لجنته الدائمة الذي احتضنته موريتانيا وأسندت أمانته العامة للنيجيري نجيم الحاج محمد علي.

وجاء إعلان هذه المجموعة الجديدة في بيان صدر في ختام قمة "مصغرة" ضمت الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، ورئيس النيجر محمد ايسوفو، ورئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، والرئيس التشادي إدريس ديبي.

وتضمن البيان أيضا أن الرؤساء الخمسة "قرروا إعداد برنامج بأولويات الاستثمار ومشاريع هيكلية تعطي الأولوية للأمن والبنى التحتية الأساسية (النقل والطاقة والاتصالات والمياه) والتحديث الديموغرافي والأمن الغذائي والاقتصاد الرعوي".

اتفاقية المقر

وقعت الحكومة الموريتانية يوم 26‏/06‏/2015 على اتفاقية إنشاء مقر خاص بمجموعة دول الساحل الخمس، التي تأسست بمبادرة موريتانية من أجل مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي. وتضم مجموعة دول الساحل النيجر وبوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، بالإضافة إلى موريتانيا.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الموريتاني وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون، فاطمة فال منت اصوينع، والأمين الدائم للمجموعة، نجيم الحاج محمد علي.

اجتماع قادة الجيوش

بدأت صباح الخميس 3 نوفمبر 2016، بقصر المؤتمرات في نواكشوط ، أشغال الاجتماع السنوي للجنة الدفاع والأمن لمجموعة دول الساحل الخمس التي تضم “موريتانيا، بوركينا فاسو، مالي، وتشاد، والنيجر”
ويشارك في اجتماع قادة أركان جيوش الدول الأعضاء في المجموعة ، قادة من أركان الجيوش الفرنسية، وقوة “برخان” الفرنسية والمتمركزة على أراضى دول المجموعة.
ويناقش الاجتماع السنوي الذي يدوم يومين آليات تفعيل التعاون بين الدول المجموعة وشركائها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتكييف عمل المجموعة مع متطلبات المرحلة والتطورات المتلاحقة في هذا المجال.
ويعود آخر اجتماع لقادة أركان جيوش دول أعضاء مجموعة الساحل إلى مايو من العام الماضي في العاصمة المالية باماكو.

قمة انجامينا

غادر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، نواكشوط اليوم الخميس 19 نونبر 2015 متوجها إلى العاصمة اتشادية انجامينا للمشاركة في أعمال قمة مجموعة دول الساحل الخمس والتي تضم: موريتانيا، والنيجر، واتشاد، ومالي بالإضافة إلى بوركينا فاسو.

وأعلن عن مجموعة دول الساحل الخمس، العام الماضي في نواكشوط، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، والعمل على حشد التمويلات واستقطاب الاستثمار الأجنبي لتحقيق التنمية في المنطقة، خاصة للدول الأعضاء.

ووضع رؤساء هذه الدول في الاجتماع التأسيسي للمجموعة برنامجاً طموحاً لإخراج المنطقة من كابوس الفقر والجهل والجوع، والتنسيق للتصدي للإرهاب، والتعاون في مجال الأمن وواجهة تجارة المخدرات والتهريب.

كما تعول دول الساحل على التعاون الدولي لبدء برنامج استثماري بقيمة 15 مليار دولار، من عام 2015 حتى 2017 يخصص لتعزيز الأمن، واستتباب الاستقرار، وترقية التنمية، وإرساء فضاء ساحلي صحراوي آمن يضمن لجميع شعوبه تحقيق الازدهار والعيش الكريم.

واليوم وعلى بعد يومين من احتضان مالي للقمة الثالثة لمجموعة الدول الخمس في الساحل، تتجه الأنظار إلى باماكو حيث سيتواجد قادة الدول الخمس صحبة قادة الجيوش والقادة الأمنيين، لتقييم عمل تجمع إقليمي مر على إنشاءه قرابة الأربع سنوات دون أن يحقق أيًا من أهدافه، ودون أن ينجح كذلك في إقناع الشركاء بتبني تعاون أمني استيراتيجي بهذا القدر من الأهمية في الوقت الذي باتت فيه فرنسا التي عوًل عليها كثيرا ترفع اليد عن دول أنهك شعوبها الفقر والتخلف، قبل أن يغرر التشدد والغلو بالمئات من شبابها الحالمين بغد أفضل.