أعرب الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني بيساو خوزي ماريو فاز «عن ارتياحهما لتبني مجلس الأمن الدولي للقرار 2334 المتعلق بالمستوطنات في فلسطين».
وأكدا في بيان صدر أمس عن زيارة رئيس غينيا بيساو لموريتانيا، «تشبثهما بحل الدولتين الضامن لحقوق الشعب الفلسطيني وبالخصوص إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس».
وفي ما يتعلق بالوضعية في ليبيا، نوه الرئيسان «بالنتائج الختامية لاجتماع لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى التي عقدت في برازفيل، كما وجها دعوة للأطراف الليبية للتنفيذ العاجل للاتفاق السياسي.»
ونوه الرئيسان من ناحية أخرى، بالقرارات التي تم تبنيها مؤخرا أثناء قمة مجموعة دول الخمس بالساحل المنعقدة في باماكو يوم 06 فبراير/شباط 2017 المخصصة للسلم والأمن والتنمية في الساحل.
ودعا الرئيسان في هذا الإطار»الشركاء الماليين إلى تنفيذ اتفاق الجزائر من أجل السلم والمصالحة الوطنية في مالي».
وتطرقا، حسب البيان المشترك، للوضعية الدولية حيث «وجها دعوة لإصلاح منظومة الأمم المتحدة بما يضمن إدماج التطورات الحديثة لعالم اليوم».
وبخصوص العلاقات الثنائية، أكد البيان «أن الرئيسين أجريا خلال الزيارة، محادثات على انفراد تطرقت إلى سبل توطيد العلاقات الثنائية وإلى القضايا ذات الاهتمام المشترك في شبه المنطقة والعالم.»
وارتاح الرئيسان في بيانهما المشترك «لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، كما أعربا عن إرادتهما لتعزيز هذه العلاقات على الأصعدة السياسية الاقتصادية الثقافية والعلمية».
ولم يتردد مراقبون دبلوماسيون أمس بنواكشوط، في إدراج الزيارة الرسمية التي أنهاها أمس لموريتانيا رئيس غينيا بيساو خوزي ماريو فاز ضمن خطوة أولى لإقامة محور نواكشوط/بيساو بديلا عن محور نواكشوط/بانجول الذي أنهاه خروج الرئيس الغامبي يحيى جامي من السلطة بطريقة تمكنت السنغال من إرسائها لصالحها على حساب المصالح الموريتانية الكبيرة في غامبيا.
واعتمد هؤلاء المراقبون الذين اختاروا عرض تحليلاتهم دون تسميتهم، في طرحهم هذا على أمرين هما سرعة قيام الرئيس البيسيغيني بزيارة موريتانيا أياما قليلة بعد تربع الرئيس بارو على كرسي الرئاسة في غامبيا بإشراف حكومة داكار ولصالحها، والثانية «أن كلا من غينيا بيساو وموريتانيا لديهما انشغالات بتغول جارتهما المشتركة السنغال مستفيدة من تبعية نظام آدما بارو رئيس غامبيا الجديد وولائه لها». ويرى المحللون «أن موريتانيا ستتخذ من غينيا بيساو التي تحد السنغال من الجنوب مركزا بديلا عن غامبيا التي تحد السنغال من الشمال، للقيام بما كانت غامبيا تتيحه لها في السابق من تنسيق متعدد الجوانب.
هذا وأجرى الرئيس البيساغيني أمس مباحثات مطولة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، لم يكشف عن محتواها حيث اكتفت الوكالة الرسمية على التأكيد بأن الرئيسين «استعرضا العلاقات الثنائية الممتازة القائمة بين البلدين والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك».
وتأتي زيارة الرئيس البيساغيني لموريتانيا في ظرف تسعى فيه غينيا بيساو وموريتانيا لتعزيز تعاونهما الثنائي في جميع المجالات بوصفهما بلدين ينتميان للمنطقة نفسها ولديهما مجالات واسعة للتنسيق والتبادل.
وتمخضت زيارة قام رئيس الوزراء البيساغيني لموريتانيا العام الماضي عن جملة اتفاقيات تقنن التعاون بين موريتانيا وغينيا بيساو في مجالات مختلفة بينها الصيد والتجارة والأمن.
وتبذل حكومة غينيا بيساو منذ أشهر جهودا لتعزيز تعاونها مع موريتانيا حيث أوفد رئيسها جوسيه ماريو فاز، الشهر قبل الماضي مبعوثا إلى الرئيس الموريتاني يحمل رسالة اهتمام بتطوير التعاون الثنائي.
وزار موريتانيا في شهر آذار/مارس الماضي ضمن السياق نفسه، وفد برلماني من جمهورية غينيا بيساو برئاسة سيريانو كاسما رئيس الجمعية الشعبية الغينية الذي أكد في تصريح ذلك التاريخ على «عمق العلاقات التي تربط غينيا بيساو وموريتانيا، معبرا عن اهتمام بلاده بدفع التعاون المؤسسي مع موريتانيا».
وترتبط موريتانيا وغينيا بيساو، الدولتان المطلتان على الأطلسي، بعلاقات قوية يعكسها في الأساس حجم جاليتي البلدين ومستوى التبادل التجاري بينهما.
وفي إطار الاهتمام بتعزيز التبادل التجاري بين البلدين تسعى الحكومتان الموريتانية والبيساغينية حاليا لتنفيذ دراسة تتعلق بإمكانية ربط عاصمتي البلدين بخط جوي ينضاف للخط البحري.
وينتمي البلدان للجنة الجهوية للصيد التي تضم معهما خمس دول غرب أفريقية وهي منظمة تنسق عبرها الدول السبع سياساتها في مجال تأمين الثروات البحرية ومكافحة الصيد غير المشروع.
« القدس العربي»