يبدو أن مقال وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي الذي نشره على صفحته في الفيس بوك؛ وتحدث فيه عن مشاريع تنموية كبيرة ستكون ـ حسب الوزيرـ كافية لنقلة اقتصادية نوعية للبلد، لم يكن بهدف تنوير الرأي العام بقدر ما هو محاولة من الرجل لاستجداء تعاطف رئيس الجمهورية، بعدما استيقن من أن "غضب" قائد الجيوش سيكون عصفا لا محالة.
فولد الجاي الذي جرًب طرقاً مختلفة لاسترضاء الفريق غزواني، بعد ما يئس من لقائه ولو عبر الهاتف، بدأ يستشعر الخطر وهو يدرك أن عرشه بدأ في الاهتزاز حين دفعه الغرور الى الاصطدام بالكبار..
تفاصيل الخلاف تعود الى محاولة ولد أجاي، استعراض عضلاته عندما تعاطى بشئ من التعالي وهو يخاطب أحد ضباط الجيش قائلاً: "أبلغ "الفريق" أن يتصل بي في اسرع وقت".. ويضع ملفات خاصة بالجيش كان الضابط ينتظر توقيعها جانباً، عندها غادر الضابط مكتب الوزير وابلغ ديوان قائد الجيوش بما حدث.
بعد مرور يومين؛ ودون أن يتلقى ولد أجاي المكالمة التي طلبها من قائد الجيوش، اتصل على هاتف "الفريق" الخاص لكنه لم يتلقى الرًد، بعد ذلك طلب من مكتبه الاتصال على ديوان قيادة الجيوش، واخبارهم بأنه يريد الحديث الى القائد غزواني، ليلقى الرد من الديوان بأن القائد مشغول وعليه الاتصال لا حقا..
حمل الوزير نفسه الى مقر اركان الجيوش وطلب لقاء القائد، ليعود إليه احد الضباط ويخبره بأن "الفريق" طلب منه العودة عند الساعة الواحدة زوالاً، فذهب الوزير وعاد في الموعد المحدد ليأمروه بالجلوس في القاعة حتى يؤذن له بالدخول، وهو ما لم يحدث، فقد انتظر الوزير حتى الساعة السادسة مساء ليعلمه الديوان بأن "الفريق" دعاه للانصراف حتى إشعار آخر..!
والى غاية اليوم، وبعد مرور 3 اسابيع على وقوع الحادثة، لم يتلقى الوزير دعوة من "الفريق"، ولم تنجح كذلك جميع مساعيه في إقناع الأخير بالحديث معه ولو عبر الهاتف.