في قارة أفريقيا, توجد عدة مجموعات عرقية تصنف تحت “المهددة بالانقراض”, لاستمرار انخفاض المنتمين إليها وأفرادها نتيجة لعدد من الأسباب أهمها: استيلاء الحكومات على أراضيهم, واندماج أو تشبه أفراد تلك المجموعات العرقية بثقافة مجموعات أخرى أكثر منهم عددا – وهذا ما يطلق عليه مصطلح “الاستيعاب أو التمثّل الثقافي Cultural assimilation”.
وعلى الرغم من دعوات وتحذيرات منظمات المجتمع المدني حول واقع وحالات هذه المجموعات المهددة بالانقراض وحاجتها لعناية ورعاية خاصة لنقص حاد في تعدادها, إلا أن الحكومات الأفريقية دائما ما تتهم تلك المنظمات أنها تسعى إلى إثارة الشغب والفتنة, وخاصة عندما الأمر يتعلق بالمطالبة لبيئات خاصة يفضلها هذه الجماعات العرقية.
وفيما يلي قائمة لسبعة (7) من هذه المجموعات العرقية الأفريقية التي كانت على وشك الانقراض – بحسب عدة تقارير أفريقية ودراسات دولية:
عرقية “سنغوير Sengwer ” بكينيا:
منذ بداية التجزئة الأوروبية لأفريقيا وخاصة في القرن الـ 19 الميلادي، تعاني مجموعة “سيغوير” العرقية في كينيا المصير نفسه الذي تعانيه الثقافات الأفريقية الأصلية: الاستيعاب القسري. واليوم، لا يوجد سوى 60,000 شخص فقط من عرقية “سيغوير” على قيد الحياة.
وقد تخلى العديد منهم عن تقاليدهم، وانتقلوا إلى المدن للاندماج مع ثقافات أخرى. وتقدّر التقارير أن حوالي 5000 فقط من هذه العرقية هم من يعيشون في أرض أجدادهم التقليدية في غابات “ايمبوبوت Embobut” بـ “مراكويت Marakwet”. وقد استخدم السينغويريون هذه الغابات لجمع العسل، والصيد وجمع الثمار والجذور وكذلك جمع النباتات والأعشاب للأهداف الطبية. ولسوء الحظ، تم تحويل أراضي هذه الغابات إلى مناطق للشاي.
قبيلة “هيمبا Himba” في ناميبيا وأنغولا:
وفقا لأحدث التقديرات، فإن لقبيلة “هيمبا” حوالي 50,000 فرد فقط. وكان معظم أفراد هذه المجموعة شبه الرحل يرعون الماعز والأغنام والمواشي. بل كانوا يقيسون ثروة الرجل على أساس عدد المواشي التي يملكها. وتشتهر نساء “هيمبا” بشعرهن المصبوغ بمعجون أحمر يستخدمنها للاحتفاظ برطوبة الشعر والجلد بسبب الظروف القاحلة في وطنهم. ولعدة قرون، أقامت المجموعة العرقية وطنهم ومنازلهم في المنطقة الشمالية من ناميبيا وعلى طول نهر “كونين” في أنغولا.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أوجدت الدول الأوروبية مثل النرويج المدارس المتنقلة لأطفال “هيمبا” لأنهم يرون أن بإمكان هذه العرقية أن تساهم في الجذب السياحي. واستخدمت هذه المدارس الاستيعابية لتعليم “الهيمبا” اللغات الأوروبية – مثل اللغة الإنجليزية – واللباس الغربي. وقد تولّت حكومة ناميبيا منذ عام 2010 مهمة إدارة هذه المدارس وحوّلتها إلى مدارس دائمة للقبيلة. كما أن زعماء “الهيمبا” أظهروا غضبهم بشأن كيف تستخدم هذه المدارس لاستيعاب أطفالهم قسرا ليتركوا ثقافتهم وعادتهم ولينتقلوا إلى المجتمع الحديث.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك خلافات جارية منذ 4 سنوات بسبب بناء سدّ على نهر “كونين” في جبال باينيس. وقد نظمت قبيلة “الهيمبا” عدة مسيرات احتجاجية وأطاحوا بقادتهم الفاسدين الذين يقومون ببيع مستوطناتهم التقليدية.
شعب “أكي Akie” في تنزانيا:
كان شعب “أكي” من منطقة أروشا الغربية في تنزانيا بعدد حوالي 5,268 فقط على وشك الانقراض لعدة عقود. وتشبه هذه القبيلة “جماعات بدائية أخرى” في كينيا وتنزانيا ولذلك في الغالب تطلق عليهم – ازدراء وتحقيرا – كلمة “دوروبو Dorobo” أو “واندوروبو Wandorobo”.
فطريقتهم المعيشية هي دائما تحت التهديد لأن أراضيهم تم الاستيلاء عليها. وأيضا بسبب تقلص الصيد نتيجة للصيد الجائر من قبل الصيادين غير الأفاريقة.
شعب “كيسانكاسا” في تنزانيا:
كان شعب “كيسانكاسا Kisankasa” مجموعة عرقية ولغوية تقطن مناطق أروشا و مارا في شمال تنزانيا. ووفقا لتقديرات عام 1987، يصل عدد شعب كيسانكاسا إلى نحو 4,670. ومع ذلك، فقد زادت أعدادهم منذ تلك التقديرات، ليجعل التقدير الحديث عددهم في 10,000 شخص.
شعب “ايك Ik” في أوغندا:
يصل عدد شعب “ايك” إلى نحو 10,000 وكان موطنهم في الجبال في شمال شرق أوغندا بالقرب من الحدود مع كينيا. وعلى مر السنين، تمت الإطاحة بهذه المجموعة العرقية الأوغندية من أراضي أجدادها لإنشاء حديقة “وادي كيديبو” الوطنية. بل حتى 10,000 من المتبقين منهم دائما ما يعانون من المجاعة – بحسب تقارير.
شعب “المولو El Molo ” في كينيا:
كان السبب الأساسي وراء الانقراض الوشيك لشعب “المولو” الذي يقطن شمال شرقي كينيا هو الاختلاط العرقي. ووفقا لعلماء الأنثروبولوجيا، فإنه لا يوجد في شعب “المولو” الحديث أي أفراد أصليين وغير مخلوطين. وتشير التقديرات الأخيرة المسجلة في 1994 إلى أن هناك ثمانية (8) فقط من المنتمين إلى “المولو” الأصليين الأحياء. وقد يكون هذا العدد أقرب إلى الصفر بعد عقدين من الزمن. ومع ذلك، فإن منظمة “Wildize” ترى أن هناك 300 شخصا فقط من الباقين المنتمين للجماعة, وأنّ عدد الأصليين غير المخلوطين من هذه القبيلة قد يصل إلى 40 فقط.
اعتبارا من عام 2009، كان هناك 2,048 أفراد من المجموعة يعيشون بالقرب من بحيرة توركانا. وازدهر مجتمعهم بالخروج للصيد في مياه البحيرة, غير أن البحيرة تلوثت بشدة بسبب عوامل خارجية، مما أصاب أفراد شعب المولو بالمرض.
عرقية “مرسي Mursi” في إثيوبيا:
كان شعب “مرسي/ مون” في إثيوبيا يعتمد على الزارعة ويعيش في منطقة أومو، التي تتألف من نهر و وادي أومو. ووفقا لتقديرات تعداد عام 2007، هناك 7,500 فرد حيّ من “مرسي”. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تتعرض القبيلة للهجوم بسبب خطة إثيوبيا لإنشاء حديقة وطنية على أرضهم. وقد تم بالفعل إنشاء حديقة أومو الوطنية في عام 2005 مما أدى إلى الاستيلاء الرسمي على أرض قبيلة “مرسي” دون تعويض. واليوم، يُعدّ أفراد عرقية مرسي “نزلاء غير قانونيين” في أرضهم.
المصدر: أفريكا عربي