في تاريخ البشرية أغلي ما يملكه الانسان وطنه، لأنه المنشأ وملاعب الصبا، والمدرسة و مسرح الصداقات، وحصيلة التجارب والمعارف،وانصهار الأتراح والأفراح تتكون شخصية ذلك الكائن السوي ، حتي يصدع بلسان مبين قائلا،.
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
لكننا في هذا المنكب البرزخي ، ونحن أمة طالما صنعت الرجال الأشداء، خفاف علي الخيول ينزون نزوا، وظراف العقول حصيلتهم في الصدور، لا يخدعهم المراوغ، ولا يقتلهمالمخاتل، ابتلينا برجال صناعة الكروش، لا يحبون وطنا،
ولا يرعون في مؤمن الا و لا ذمة، لا يقربون الصلاة حتي وهم سكاري، ولا يدفعون الزكاة ولا ينفقون نفقة كبيرة أو صغيرة حتي وهم ثمالي
لو درست تاريخ كل الأمم لقال لك كل الذين فقدوا أوطانهم ، لم نفقد ديارنا، ولم تنتهك أعراضنا ، ولم تبع أوطاننا، الا حين بني المترفون من عرق شعبنا قصورهم ، وأقنوا بالرشوة والغلول خزائنهم ، وسجنوا قوي الرفض والمقاومة والاستشهاد في سجونهم، وشوهوا ومزقوا حركات النضال الوطني بتقاريرهم، وهيمنوا علي الدولة والخزينة والحزب والمؤسسة بأغيلمتهم وفويسقتهم و أميلزتهم
تنزانيا أو زنجبار، فلسطين أو الأقصى ، القسطنطينية أو السلطنة العثمانية ، بلاد ما وراء النهر أوالقوقاز، الأندلس أوالفردوس المفقود، العراق أو بلاد الرافدين ،، ليبيا وسوريا، اليمن ووسط افريقيا، مالي و نجيريا
هذه أوطان اكتوت بمصيبة تشرد شعوبها، وفقدان أرضها، وتحكم عملاء الأجنبي في مقدراتها ودمائها
ذاقت تلك الشعوب أفرادا وجماعات ، وأحزابا ومؤسسات، معني أن تفقد السيادة علي أرضك ، وأن تحرم من الأمن في بلدك
لوسألت شعوبا أبيدت، أوشردت بأكملها، أو استمعت الي شعارات زعماء المافيا ، و الي مواء ومكاء كبراء قرية المترفين
لأجمعت أمواتا وأحياء، علي شهادة التوحيد ، وعلي التحذير من كبراء القرية ومترفيها ، الذين باعوا ضمائرهم لشهوتي الثروة والسلطة ، ورهنوا بكل صلف، تواقيعهم و مصالحهم للأجنبي، ولكل من يعطي بالمزاد
مهلا أيها النواب والشيوخ الموريتانيون ، وطنكم لايباع بثمن
والرسائل الخاطئة لاتصل اليه
شعبكم لا يملك منفي أوزادا غير هذا الوطن، وتصويتكم علي الاصلاحات الدستورية بنعم هو أفضل رد علي من يحاول اعطاء الدروس لشعب ذاق بأسه سجنا وظلما
واذا كنتم ستموتون، وأنتم لابد ميتون، فموتوا علي شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله،
لأنه لا حياة لمن يبيع وطنه،
أحسنوا الخاتمة ، فان في حسنها ، حياة حقيقية جديدة.