أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن نحو 22.9 مليون شخص في منطقة شرق أفريقيا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد بسبب الصراعات، وطول فترات الجفاف، والتدهور الاقتصادي.
وأوضح في تقرير أصدره أمس أن الصراع في جنوب السودان، وأجزاء من السودان والصومال یفاقم انعدام الأمن الغذائي، ویسبب النزوح ما أوصل عدد اللاجئين إلى نحو أربعة ملايين، مشيرا إلى موجة أخرى من الجفاف الشديد بالصومال وأجزاء من كينيا وجنوب شرق إثيوبيا.
ولفت إلى إعلان المجاعة في أجزاء من جنوب السودان، وفي الصومال، يضاف إليها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسوء التغذية الذي تجاوز عتبة الطوارئ في مواقع عدة.
وأكد تعرض مرافق الرعاية الصحية إلى ضغط كبیر یفوق طاقتها بسبب تفشي أمراض متعددة كالحصبة والكوليرا وأنفلونزا الطيور والملاريا، مشددا على أن غياب الأمن والعوائق البيروقراطية في السودان يسهمان في إعاقة العمليات الإنسانية، خصوصا والصومال وجنوب السودان.
وأوضح تقرير "أوتشا" أن 22.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الشديد، لا سيما في إثيوبيا وجنوب السودان والسودان والصومال وكينيا وأوغندا وبوروندي وجيبوتي، لافتاً إلى تفاقم تلك الأزمة تباعا منذ سبتمبر/أيلول 2015 وحتى يناير/كانون الثاني 2017.
كما بيّن أن إصابات ووفيات الكوليرا والإسهال المائي الحاد خلال العام الماضي وحتى يناير من العام الحالي تتردى في عدد من الدول الأفريقية، والتي تبلغ أقصاها في إثيوبيا وفي فارق شاسع عن الدول الأخرى التي تأتي خلفها وهي على التوالي، تنزانيا وكينيا وجنوب السودان والسودان والصومال وبوروندي وجيبوتي وأوغندا.
وفي قياس التقرير لتصاعد أعداد اللاجئين في تلك الدول، أشار إلى أن عددهم الذي سجل 1.49 مليون عام 2010، وصل في يناير 2017 إلى 3.93 ملايين لاجئ، موضحا أن نسبة اللجوء زادت منذ بداية 2016 وحتى يناير 2017 بنحو 18 في المائة. في حين لحظ أن نسبة أعداد النازحين داخل بلدانهم هربا من الصراعات، وبحثا عن الأمن الغذائي زاد بنسبة 11 في المائة عن الفترة ذاتها.
والتقرير المستند إلى معطيات العديد من برامج وهيئات الأمم المتحدة والتجارة الخارجية، بيّن أن الأموال المطلوبة لتغطية احتياجات تلك البلدان من الغذاء والمساعدات الإنسانية العاجلة يبلغ 6.8 مليارات دولار.
ولفت كذلك إلى تعرض عمال الإغاثة للإصابات والقتل جراء الصراعات واستهداف القوافل ومراكز الإغاثة، إذ بلغ عدد القتلى في صوفهم خلال العام الجاري 11 قتيلا.
(العربي الجديد)