تتراكم في داخل البلاد منذ سنوات عوامل وعي تتطور بسرعة وسيكون لها الدور الحاسم في مستقبل التحولات في البلد.
حالة الوعي المتنامية هذه غير مدركة بما يكفي من أغلب مكونات المشهد الموالين والمعارضين فما زالت الذهنية المهيمنة على الكثيرين هي أن القرار يصنع في نواكشوط وفي دوائر محدودة منه، وهذا ما يفسر أن هذه القوى تكاد تحصر أنشطتها هنا ولا تبذل كبير جهد للتواصل مع الداخل رغم أن غالبية السكان موجودة به.
مؤشرات انتفاضة الداخل جلية منذ بعض الوقت مطالبات بالخدمات ( الماء والكهرباء والطرق) واحتجاج في وجه الحاكم وفي وجه النخب أيضا( تمثل حالة منت اكليب في أطار التعببر الأفصح عن ذلك)
من ولايات الوطن الداخلية سيأتي التغيير القادم؛ قد يأخذ التعبير عن هذه الحالة أشكالا تقليدية أو عناوين قبلية أو جهوية أو شرائحية( وهنا تقع المسؤولية على القوى الوطنية لقيادته وتأطيره وتحريره من الشوائب والمخلفات غير المناسبة ) لكن محصلته النهائية خروج على قواعد اللعبة الظالمة الجائرة التي وضعت قواعدها منذ آماد بائدة.