الأناضول: تسعى مصر للعودة إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي عبر ترميم “جزيرة فرعون” التاريخية، شمال شرقي البلاد، وتأهيلها من أجل إدراجها خلال عام 2018.
وقالت وزارة الآثار المصرية، في بيان اليوم الإثنين، إن “خالد العناني وزير الآثار التقى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وقيادات الأمن القومي ووزارات الدفاع والداخلية والخارجية والسياحة والتعاون الدولي والبيئة، لمناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بإعداد الملف النهائي لإدراج جزيرة فرعون على قائمة التراث العالمي والمقرر تقديمه لليونسكو خلال عام 2018″.
و”جزيرة فرعون” هي جزيرة مرجانية تقع في خليج العقبة، وتبعد نحو 8 كم إلى الجنوب من مدينة طابا (شمال شرق)، وتشتهر بـ”قلعة صلاح الدين” التي تعد من أهم الآثار الإسلامية في سيناء.
وأنشأ القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي (1138 – 1193 م) القلعة في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، لحماية خليج العقبة ضد الغزوات الخارجية، وتأمين طرق الحج والتجارة.
ونقل البيان عن أحمد عبيد، المشرف العام علي المكتب الفني لوزير الآثار، إن الهدف من اللقاء “تذليل كافة العقبات التي واجهتها وزارة الآثار أثناء إعدادها للملف المبدئي الذي قدمته في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، وكذلك الأخذ بالتوصيات التي أوصت بها لجنة التراث العالمي لليونسكو (لم يحددها)”.
وأكد عبيد استعداد كافة الجهات للتعاون التام مع وزارة الآثار بكل ما تملكه من خبرات كل في مجال تخصصه، لخروج ملف تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي بالشكل الأمثل، بما يضمن قبوله.
وحول الأولويات اللازم تنفيذها بجزيرة فرعون قبل موعد تقديم الملف النهائي، قالت ياسمين الشاذلي، المشرف العام على إدارة المنظمات الدولية ومسؤول ملف التعاون الدولي بالوزارة، خلال البيان، إنه يأتي على رأسها تطوير مركز الزوار الموجود بالموقع، وتسهيل الوصول للجزيرة بطريقة آمنة وتوفير خدمات لزائري الموقع (لم تحدد نوعيتها).
وأشارت الشاذلي إلى أن وزارة الآثار وضعت خطة لترميم و إدارة الموقع بما يتناسب وكونه أحد المواقع ذات القيمة التاريخية والأثرية والطبيعية الهامة، وفق البيان.
وأوضحت أنه “حال تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي ستكون مصر قد أضافت موقعا جديدا لقائمة التراث (تضم 7 مواقع مصرية) وهو ما لم تقم به منذ إضافة منطقة وادي الحيتان بالفيوم (وسط)عام 2005″، لافتة إلى أن تسجيله “يعد نواة لجذب العديد من الاستثمارات إلى الموقع بصفة خاصة ومدينة طابا بصفة عامة، الأمر الذي يعود بالنفع على البلاد”.
وتعرف الجزيرة، التي تمتدّ على مسافة 11 كيلومترا، بعدّة أسماء، فإضافة لجزيرة فرعون يُطلق عليها جزيرة الشعاب، وأيضاً جزيرة المرجان، إلاَّ أنّ تَسميتها بجزيرة فرعون يعود لاستخدام هذه الجزيرة للمرّة الأولى في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثّاني (حكم 1279 – 1213 ق.م).
وقلعة صلاح الدين أقيمت على نتوءين بارزين بأرض الجزيرة، تحيطهما الأسوار والأبراج للحماية والمراقبة، وتحوي ثكنات للجند وصوامع لتخزين الطعام وأماكن لتخزين الذخيرة والسلاح وحجرات للمعيشة، بالإضافة لخزان للمياه وحمام ومسجد، كما عثر بها على أماكن أبراج الحمام الزاجل الذي استخدم لنقل الرسائل في العصور الوسطى.
ومن أعلى قمة برج في قلعة صلاح الدين يستطيع الزائر أن يرى بوضوح حدود أربع دول هي مصر والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة.