كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر الاثنين أن السعودية تمارس ضغوطا على عدة دول أفريقية لإجبارها على اتخاذ موقف معاد لقطر في الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين. وأوضحت الصحيفة أن الرياض تهدد هذه الدول بقطع المساعدات وتعقيد إجراءات الحصول على تأشيرات الحج.
طالت انعكاسات الأزمة الدبلوماسية الحادة بين السعودية وقطر، والتي بدأت في 5 يونيو / حزيران، بعض الدول الأفريقية التي تسعى الرياض لحشد دعمها، كما كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر في 12 حزيران/يونيو 20177.
وعلى خلفية هذا التوتر بين الجارتين الخليجيتين، أعلنت عدة بلدان أفريقية هي النيجر وموريتانيا والسنغال وتشاد وجزر القمر، استدعاء سفيرها في الدوحة. من جانبها، اختارت جيبوتي تقليص عدد موظفي سفارتها حتى لا تؤثر على مستقبل علاقتها مع الدوحة، حيث غن قطر تلعب دور الوسيط في النزاع الحدودي بينها وبين جارتها إريتريا.
أساليب الضغط
وبحسب "لوموند"، فإن هذه الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة تتعرض لضغوطات من قبل السعودية التي شيدت فيها العديد من أماكن العبادة وأنشأت فيها جمعيات خيرية.
وتستخدم الرياض سفراءها أو مبعوثيها الخاصين لإقناع رؤساء هذه البلدان باتخاذ القرار الوحيد الصحيح بالنسبة إليها، أي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وللوصول إلى هدفها، تهدد بوقف مساعداتها المالية وتعقيد إجراءات حصول مواطنيها على تأشيرات الحج.
بعض الدول وجدت نفسها في موقف صعب، خاصة على المستوى الاقتصادي والسياسي، واضطرت للانصياع. في حين أن دولا أخرى كموريتانيا لم تكن بحاجة لأي ضغط للانضمام إلى صف السعودية في هذه الأزمة خاصة في ظل علاقتها المتردية سابقا مع قطر.
نيجيريا تقاوم
وقد اختارت بعض الدول الأفريقية الأخرى الحياد في هذا الصراع، ومن بينها المغرب والجزائر وتونس، إلى جانب السودان والصومال. ودعت للحوار، معتبرة أنها ليست مضطرة للاختيار بين السعودية وقطر، الدولتين اللتين تقيم معهما علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية.
من جهتها، رفضت نيجيريا أن يملي عليها أحد أي قرار يجب اتخاذه، كما رفضت أن تكون رهينة لأحد على الصعيد الدولي. وأكد رئيسها محمد بخاري أنه يرفض السماح بتفاقم التوترات الدينية داخل الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن الكثير من سكان بلاده مسيحيون ولا يقبل أن تعتبر نيجيريا دولة مسلمة.