أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مساء الخميس في الرباط تغيير موعد إقامة كأس الأمم من (يناير-فبراير) إلى (يونيو-يوليو)، ورفع عدد المنتخبات المشاركة فيها من 16 إلى 24 منتخبا ابتداء من نسخة 2019 بالكاميرون.
وستجري البطولة كل عامين وخلال السنوات الفردية، كما هو عليه الحال منذ 2013.
وفي آذار/مارس الماضي، قال الملغاشي أحمد أحمد عقب توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلفا للكاميروني عيسى حياتو إنه سيحدث ثورة في هذه المنظمة ويعرض تغييرات على بطولة كأس الأمم. وها هو قد وفى بوعوده إذ أن المكتب التنفيذي لـ "الكاف" أعلن الخميس في الرباط تغيير موعد إقامة المنافسة القارية من شهري (يناير-فبراير) إلى (يونيو-يوليو).
وقرر الاتحاد الأفريقي للعبة أيضا رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخبا، ما قد يطرح مسألة قانونية ويفرض شروطا تعجيزية على البلد المنظم لنسخة 2019، أي الكاميرون، علما أنه سيبدأ العمل بالنظام الجديد ابتداء من هذا العام.
نظام الرئيس السابق عيسى حياتو ينهار في خمسة أشهر
وهذه التغييرات جاءت ضمن سلسة نقاشات وورشات عمل أجراها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في 18 و19 تموز/يوليوز بمدينة الصخيرات الواقعة بين العاصمة الرباط والدار البيضاء على الساحل الأطلسي للمملكة المغربية.
وكان الرئيس السابق عيسى حياتو، الذي أحكم قبضته على كرة القدم الأفريقية لمدة 30 عاما، من أشد المعارضين لنقل موعد إقامة كأس الأمم من (يناير-فبراير) لشهري (يونيو-تموز) معتبرا أن الطقس حار جدا في شمال القارة، ورطب جدا في غربها ووسطها، وبارد جدا في جنوبها. ولكن أحمد أحمد كان دائما لديه رأيا مخالفا، وما يعزز موقفه أن نجوم أفريقيا في الأندية الأوروبية لم يخفوا أبدا رغبتهم في خوض المنافسة في هذه الفترة، والتي تقام خلالها على سبيل المثال كأس أمم أوروبا (كل أربع سنوات) أو كأس العالم.
رفع عدد المشاركين معناه زيادة عدد الملاعب من أربعة إلى ستة
ولكن النظام الجديد قد يؤثر على قدرة الدول الأفريقية على استضافة البطولة لأن رفع عدد المشاركين من 16 إلى 24 منتخبا سيتطلب بالمقابل زيادة عدد الملاعب من أربع حاليا إلى ستة بما يتناسب لتوزيع ست مجموعات من أربعة منتخبات على كل ملعب (أو مدينة).
والسؤال هل بإمكان الكاميرون، مضيفة نسخة 2019، الوفاء بعهدها علما أن الأعمال المقررة لبناء المنشآت تسجل تأخيرا كبيرا دفع الاتحاد القاري إلى إيفاد بعثة تفتيش للبحث مجددا في دفتر الشروط.
وقد سارع الاتحاد الكاميروني إلى تفنيد وجود صعوبات على بناء المنشآت فور إعلان الجزائر والمغرب جهوزيتهما لاستضافة نسخة 2019 في حال تعذر على الكاميرون. وقال رئيس الاتحاد المحلي تومبي روكو لموفد إذاعة فرنسا الدولية إلى الرباط عقب إعلان النظام الجديد: "كنا قدمنا وعودا بتنظيم كأس الأمم 2019 وفقا لدفتر الشروط القديم والمبني على مشاركة 16 منتخبا، وأما الآن فقد تغيرت القاعدة"
إخفاقات بالجملة في السنوات المقبلة؟
وأضاف تومبي روكو: "مشاركة 24 منتخبا تستدعي بناء وتجهيز مرافق ومنشآت إضافية من مطارات وفنادق وطرقات ومستشفيات. سنبحث هذه المعطيات الجديدة مع السلطات السياسية في البلاد".
ونظرا للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها معظم بلدان القارة السمراء، فإن التغييرات التي أعلنها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ستعقد أيضا مهمة ساحل العاج مضيفة نسخة 2021 وغينيا مضيفة نسخة 2023، ولن يكون من المفاجئ أن يتم نقل تنظيم أعرق منافسات "الكاف" من بلد لآخر في السنوات المقبلة.