فرق شاسع بين من يصرف الفعل ، ويخاطب الضمير، وبين من لا يعرف الا حركات الجار والمجرور، فترون الباء يجر الهمزة، والجيم يجرجر، لغة لا يحسن ضوضاءها، ولا يعرف ضئضأها.
(1)سقط جدار الخوف
مرت أكثر من خمسين سنة، وأجيال موريتانيا ، تتعاقب عليها أنظمة تتأتأ، وتدهن، و تترطن، وتلحن، مردت على التصفيق والصفير، لا تقبل النقد ، وتماريها وتشرعها حركات تتبع في أفكارها لزعامات أجنبية ، وحوميت المجالس، ونهشت نخب الظل بيسراها يمناها ، ومن خرج عن قواعد الولاء لهياكل هذه الأنظمة، ، ينفى، أو يسجن، أو يقتل بلا محاكمة ، أو يؤكل أكلا لما في رزقه، وينهش نهشا في عرضه.
حتى خرج ثوار أغسطس، فكسروا جدار الإذعان، وأسقطوا
بناء العنكبوت، وخرجت الألسنة ذربة، بلا وجل أو خوف.، تقول ما تشاء، وتتطاول على كل مشاء.
(2)أزيحت لاءات الوهن
نظر الثوار في حقب (لا): لا تنمية، لا تداول للسلطة، لا استقلال، لا تعديلات دستورية، لا مشاركة في انتخابات تعددية، لا مصالحة مع الذات، لا دفاع عن الهوية الوطنية ، لا وجود لحالة مدنية ابيومترية، لا رؤية لبناء جيش وطني يحمي الحوزة الترابية ، لا تجديد للطبقة السياسية ، لا حقوق لسكان الكزرات وأرياف موريتانيا، لا مكانة لهويتنا الإسلامية وللغتنا العربية، لا اعتراف بأهلية الموريتانيين
المقاومين، وشهدائهم الذين قاوموا المستعمر ، وحافظوا علي الدين واللغة والأرض والقيم.، لارؤية تنموية لمد شبكات المياه، والطرق، والكهرباء ، وربط أجزاء الوطن بعضه ببعض.، كان الإقلاع كسيحا ، وكان الوطن يرحل فلذات أكباد الي المهجر ، أو انواكشوط ، أوجامعات ومستشفيات وأسواق الدول المجاورة.
غير ثوار أغسطس لوحة(اللاءات القاتمة)، فحرر الاعلام صحفا واذاعات وقنوات مرئية ، واخضرت الضفة، وتفجرت بحيرات فم لكليته، واركيز، واظهر بالماء الزلال، وامتدت شبكات الطرق، والكهرباء، وتم تمهين الزراعة والتعليم ،والصحة،وأعطيت الأعطيات للفقير، والمتقاعد وابن الشهيد اليتيم ، والمريض،وأصبح لمثلث الفقر أملا، ولحمى (غابة واغادو) معنى.، وسالت أودية الحريات بانواكشوط ، وجميع عواصم الولايات، وذاق ساكنة " الكبات الكزرات" حلاوة الانتماء الى المدن، مرافق ، ومنشآت.
(3) كسدت تجارة نخب الفساد
عرف ثوار (أغسطس)، من أكل باسم العلم والعملة والهياكل والشباب ، ومن تاجر بالنضال ، وتغول باسم الولاء والأحزاب، وتسول باسم الدين، وأخذ الرشى من الأجنبي وسفاراته في القمرة والغربة، وباع القومية، والقبيلة ، والحركة ، والعرق، والشريحة ، وأفلس البنوك والمؤسسات،
وهرب رؤوس الأموال، وأفسد الأخلاق، وروج لتفكيك الأوطان.، وتأمر على رئاسة الأحزاب، ورفض أي تداول بين النخب في السلطة، واحتكر المال والأعمال، و احتكر الثقافة والسياسة، و استهزأ بالدين والصلاح ، وتحكم كيدا وكذبا بقنوات الاتصال.
قطع ثوار أغسطس حبال ( الأحلاف )، وقنوات اتصالهم،
وعصفوا برؤوس امبروطورية ( نخب الفساد)، فكسد سوق المتاجرين بالوطن وخيراته، وتزلزلت عروشهم ، وأصبحت
جبال "تهامة" التي جمعت في"الخلوات"، هباء منثورا.
(4) استفتاء5 أغسطس: انبلاج رؤية جديدة
يقود الرئيس ثورة اصلاح دستوري عبر آليات الحوار و الاستفتاء، التي تكرس خيار جمهوريتنا الإسلامية، ولغتنا العربية، ونهج شهداء ومقاومي شعبنا الأبي، ويوسع رؤية البلد التنموية من العاصمة الى مخطط شامل لتنمية ولاياتنا الداخلية، وهو اصلاح بينه بجلاء في محطات مهرجاناته الحاشدة .
وانطلاقا من نصر5 أغسطس2017، ينبلج عهد رؤية موريتانيا الجديدة، ( نهج ثوار أغسطس)، نهج أسقط ثقافة الاستبداد، ونخب الفساد، ورهانات أحزاب المقاطعة، ويغلق الأبواب أمام جماعات الكراهية، والتطرف، والرشوة، والفوضى.
وبذلك يكون الناخبون الموريتانيون قد منحوا ثقتهم لخيارات ثقافة الحوار الشامل، واستفتاء الحكم التشاركي بين المعارضة النزيهة والأغلبية الجادة، ومخرجات توجهات حماية الوحدة الوطنية، وبناء مجتمع السلم والرحمة، وينتظر الموريتانيون بشغف بركات أغسطس الجديدة، حوارات جامعة، ومخرجات توافقية، وآليات كابحة للتشنج ودعاة العنف والصراع العبثي.
رحم الله أحمد، وبيرام ، وجميل ، وحماهم الله من أن يجر الجار والمجرور أحدهم، الى محرقة "كتب" جديدة،سقطت، أزيحت، وكسدت.