لم يكن آخر مهرجانات الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الداخل، مجرد تظاهرة شعبية عادية عبئ لها على نطاق سياسي وشعبي واسع، بل هو في الحقيقة "نموذج" على تكامل غير مسبوق بين الادارة وابرز المنتخبين والأطر، حسب مراقبين.
فقد تميز مهرجان انواذيبو الذي نظم بالقرب من إدارة المنطقة الحرة بحضور جماهري فاق التوقعات صاحبته دقة في التنظيم ابهرت المتتبعين، رغم ما تعرفه المدينة من استقطاب سياسي تسبب سابقاً في إفشال عديد التظاهرات والأنشطة المامثلة.
يد واحدة..
استطاعت الادارة الاقليمية لولاية داخلت انواذيبو أن توائم بين حجم الحدث وقيمة الوجهاء والفاعلين السياسيين، ذلك أن الجميع كان اولوية بالنسبة للإدارة دون تمييز، تماما كما نجحت منسقية الحملة وفدرالية حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في تعبئة المواطنين ومدهم بالوسائل طيلة ايام الحملة وفي إطار التحضير للمهرجان الذي كان تاريخياً بكل المقاييس.
قرابة 40 ألف شخص حضروا المهرجان، وهو رقم لم تسجله أي تظاهرة في تاريخ انواذيبو المدينة منذ تأسيسها والذي كان نتيجة تضافر جهود الادارة والمنتخبين وحتى الفاعلين والشخصيات الجمعوية.
ما الذي تبقى لنواكشوط؟
في حديثه لمنتخبي داخلت انواذيبو بعيد المهرجان، عبر الرئيس محمد ول عبد العزيز عن اندهاشه لحجم الحضور الجماهري لدرجة أنه وبعد الصعود الى المنصة كان يفضًل عدم الكلام لأن المشهد يعبر لوحده عن ما كان ينوي قوله، غير أن أجواء الحملة الانتخابية تستوجب شرح مضامين ما دعي الشعب لأجله وهو الاستفتاء على التعديلات الدستورية المنبثقة عن الحوار الوطني الشامل؛ انتهى الاستشهاد.
بيد أن السؤال المطروح هو ماذا بقي لمهرجان "التحدي" بنواكشوط؟.. صحيح أن ساكنة العاصمة نواكشوط تفوق بأضعاف مضاعفة قاطني مدينة انواذيبو لكن الكم الجماهيري الذي تمً حشده هناك وفي وقت قياسي وما صاحب ذلك من تنظيم وقدرة فائقة على تأمين الجماهير، هو في حد ذاته نجاح باهر عكس حجم التناغم والتنسيق بين الإدارة من جهة والأطراف السياسية والفعاليات الداعمة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، من جهة ثانية.