شـدد مشاركـون في حلقـة نقاشية نظمها منتدى الأواصـر أمس الاثنين بانواكشوط الغربيـة على ضرورة ضبط التفاسير الدينيـة تجاه قضايا التعايش الثقافي داخل بلد متنوع ومتعدد الثقافات كموريتانيا. ورأي متحدثون أنه من المظاهـر السلبيـة داخل الأوساط الفكريـة والثقافية تردد معضلة التغول الثقافـي والتـي تلغي أو تستبعد انماطا ثقافيـة ومجتمعيـة. وناقش ثلاثـون مفكرا خلال الحلقـة النقاشيـة FOCUS GROUP اشتكالية الثقافة في موريتانيا وآفاقها المستقبليـة، متسائليـن عن ماهيـة الثقافـة؟ ودور المثقفين على صعيـد تنمية الادراك داخل الاوساط الاجتماعية؟ ومن اجل المشاركـة التلاقح الثقافي بين الامم دعا المشاركون الى الاسهام في بلورة ثقافة وطنية جامعـة تمتاح من الثقافات الاجتماعية الثرية والتي يجب ابرازها والعمل على تطويرها. وشملت الجلسـة التطرق الـى العوائق والتحديات التي تعترض الانسجام بين الثقافات الوطنيـة بما في ذلك المواقف النمطيـة كأسلوب تقسيم المكانة الاجتماعية والنظرة الدونيـة تجاه الحرفيين والمنتجين والتقسيمات العرقية والهرميـة التي تنتعش خلالها ثقافة العبيد وفنونهم وثقافـة “آزاي” وبقية ثقافات الضفـة وشمل مجالات النقاش مجالات التعليـم التـي شهدت تراجعا كبيرا بعـد حذف مادة الفلسفـة في العديد من المراحل التعليمية وتزايد عمليات استيـراد المظاهر الدينية المتشددة من خارج المجال، كما تعرض المتحدثون الى العديـد من المواضيع الشائكـة بما في ذلك معضلة الهوية الجامعـة والهويات الفرعيـة بالإضافـة الى اهميـة تكريس الحياة الديمقراطية والتعددية في موريتانيا يجدر التذكيـر بأن جلسـات FOCUS GROUP التي تقيمها منتـدى الأواصـر تنعقـد شهريا بمشاركـة قرابة الـ30 شخصا مختارا، حيث تدار فـي المكان الملائـم لتأمين عملية التحاور بشأنها بعيـدا عن المؤثرات الخارجية، ويأمل المنتـدى ان يتمكن من خلالها من ابراز البدائل الممكنـة للمشكلات والقضايا الوطنية الكبرى. وقــد أشرف رئيس المنتدى الاستاذ عبيد اميجن بمعيـة أعضاء المـكتب التنفيـذي: خالـد مولاي ادريس والدكتور التقي محمـد والاستاذ يعقوب السالك على تنظيم وادارة الجلسـة التي استمرت قرابـة الـ6 ساعات زمانية بفندق ايمان.