للثقافة والسياحة من العيار الثقيل يتماهى فيه الأدب والفن والتراث والتاريخ وروائع براعات العطاء الإنساني وروح المبادرة الخلاقة التي عرف بها سكان مقاطعة الطينطان بالحوض الغربي فبين احضان الهضاب الجميلة والتلال الوادعة والاودية الفسيحة وواحات النخيل الفيحاءالتي تؤطر الطينطان المدينة
اختار المنظمون ان يكون مسرح هذا المهرجان التاريخي الفريد من نوعه بما يعكس المخزون الطبيعي والجمالي والرصيد السياحي الثري للمقاطعة في تظاهرة لم يخطئ المنظمون حين اطلقوا عليها اسم مهرجان الطينطان للثقافة والسياحة بل طابق الاسم المسمى في عناق تام بين الثقافة بمختلف مكوناتها والسياحة بمعالمها ومرافقها الشاخصة والواعدة.
ويندرج هذالمهرجان في اطار مهرجانات مماثلة تهدف الى حفز السياحة وانعاش الثقافة برعاية رئيس الجمهورية السيد محمد ولدعبد العزيز بل لعله اكثر هذه المهرجانات صدقية وادعاها للتنظيم بما كشف عنه من سبق وخصوصيات ثقافية وسياحية ظلت تميز هذه المنطقة عبر تاريخها لقدكان المهرجان مناسبة اظهرت ملامح اصيلة من براعات محاظر الطينطان واسرارتفوقها المشهود في مجالي حفظ القرآن الكريم وتجويده فهم أهل حفظ ورواية ودراية في المقرأ والرسم متميزة.
كان افتتاح المهرجان بتلاوة ندية من كتاب الله العزيز مع احد القراء المميزين.
الافتتاح الرسمي كان من قبل مدير ديوان والي الولاية وبحضور متنخبي المدينة واطرها ووجهائها ورسمييها على مسرح الهواء الطلق حيث عبر باسم الوالي عن تشكراته الخالصة لهؤلاء الشباب الخيريين الذين حملوا على عواتقهم مشعل الثقافة ولواء السياحة ومن خلالهم للجنة التنظيم المشرفة على تحضير المهرجان والاعداد له بدوافع
تعلقهم بمدينتهم ووطنهم منطلقين من "حب الوطن من الايمان ومن خيركم خيركم لاهله معربا في الوقت ذاته عن فرحته بمثل هذه المهرجانات، شاكرا الحضور على تلبيتهم للدعوة وتعاطيهم الايجابي مع اللجنة المنظمة لهذا الحدث التاريخي الهام الذي ابرز القدرات الثقافية والتراثية والادبية للولاية بعد ذلك كلمة عمدة الطينطان التي ألقاها نيابة عنه الامين العام للبلدية وقد ركز في مداخلته على دور الشباب في بناء الأمم وتقدم الشعوب وبناء الحضارة مثمنا دور لجنة التنظيم شاكرا إياها على المجهود القيم الذي توج بهذا العرس الثقافي البديع الذي من خلاله ظهر الوجه الحقيقي للمقاطعة وهي تزخر بكم هائل من رواد الثقافة وسدنة الحرف وحملة مشعل البناء.
ثم إعتلى المنصة رئيس المهرجان الذي شكر الحضور من رسميين ووجهاء وعامة على تجشمهم عناء السفر ومشقة الحضور الى ساحة المهرجان تلبية لدعوة كريمة من بعض ابنائهم البررة الذين حملتهم الغيرة على ولايتهم للتفكير الجدي في تنظيم تظاهرة بهذا الحجم والتي كانت حلما يستحيل تحقيقه في نظرهم نتيجة لضيق ذات اليد ومشاغل الحياة وصعوبتها لكن العزيمة القوية لابناء مدينة الطينطان وصدق نواياهم واخلاصهم حول الحلم إلى واقع متحدثا بعد ذلك عن مراحل الاعداد والتخطيط والتنفيذ مثمنا دور الأطر والمنتخبين وبعض الشركات التي ساهمت بسخاء في تمويل المهرجان.
بعد ذلك افسح صاحب الربط المجال للجنة التنظمية من أجل تقديم ورقة تعريفية عن المقاطعة وتنوعها الثقافي وعدد سكانها وماتزخر به من معالم سياحية ومحاظر وتراث ادبي وفني زاخر بالابداع والتميز بعده تتالت كلمات ممثلي المجتمع المدني معبرين بدورهم عن شكرهم وامتنانهم لاصحاب هذه المبادرة ومثمنين للجهود التي بذلت من اجل إنجاح هذا الحدث الذي سينعكس اجابيا على التنمية المحلية والساحة الثقافية في المقاطعة ثم فتح المجال للفنان والأديب أماكة ولد دندني الذي أشرف بنفسه على تنظيم مسابقة "حوص الشور" في الأدب الشعبي والتي اظهرت بحق براعة ادباء المنطقة وريادتهم ومخزون القدرات الادبية الخارقة لابناء المقاطعة....
بعد ذلك عرف المهرجان انشطة متنوعة بدأت بوصلات غنائية للفنان ماكة ول دندني اطربت الجمهور حد الثمالة ليتعاقب بعد ذلك على المنصة شعراء وادباء اطلقوا العنان لالسنتهم فبهروا وشنفوا الاسماع بما جادت به قرائحهم من بديع الموزون فصيحا وشعبيا على وقع الموسيقى والتدينيت في اجواء النسيم العليل على سفوح تلك الهضاب الساحرة الآسرة لليعتلي المنصة بعد ذلك المسرحيون الذي فاجئوا اللجنة المنظمة والحضور بفقرتهم الساخرة الهادفة.
كان الجمهور على موعد مع محاضرة بعنوان "السياحة في المنطقة" القاها الاستاذ محمد ولد الداده وقد اصل وعرف وافاد واجاد وسدد وقارب وابدع، ثم بعد ذلك استمتع الجمهور بفقرة موسيقية مع الفنان محمد محمود اميليد فابدع واطرب حتى تمايل الجمهور رقصا وطربا منتشيا بصوته العذب و"اشواره الزمنية" صحبة الفنان الكبير وصاحب الحنجرة الذهبية محمد فاصل ولد السيد و تلك الموسيقى العذبة الجميلة ثم كان الدور الموالي مسابقة اعكيل الكاف في الأدب الحساني الشعبي الرائع والتي ابرز فيها الشباب والشيوخ والنساء عن حسهم الأدبي المرهف وبراعاتهم في مجال الادب الحساني.
بعده كان عنصر المفاجئة مع فنان الراب الذي أدلى بدلوه في تلك السهرات البديعة التي ستبقى محفورة في ذاكرة الطينطانيين والطينطانيات قبل ان يسدل الستار على فعاليات المهرجان بكلمة الاختتام من قبل حاكم المقاطعة، عبر من خلا لها عن اعجابه بمضمون المهرجان ثم شكر القائمين عليه وثمن الجهود التي بذلت من اجل إنجاحه.
نشير في الاخير الى عنصر لافت ايضا في هذا المهرجان ونعني به تلك الدقة المتناهية في التنظيم التي جعلت كل الفقرات منسابة ومتناسقة في ابهى صورة وأدق تنظيم.
حقا تستحق علينا لجنة التنظيم الشكر والثناء والتقدير فقد رفعت الرؤوس وأنارت الدروب ومهدت الطريق وأعطت صورة ناصعة بديعة عن روح الفريق الواحد.