أجرى معهد فوندابول الفرنسي دراسة استقصائية فريدة من نوعها شملت 26 بلدا أوروبيا تكشَّف من خلالها أن الخوف من الهجرة الهائلة غير المنضبطة إضافة إلى القلق المتزايد بشأن الإسلام هما أكثر ما يثير هلع الأوروبيين.
وأجريت الدراسة وعنوانها "إلى أين تمضي الديمقراطية؟" بشكل متزامن في 26 بلدا من بينها 22 عضوا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى بلدان غير أعضاء بالاتحاد مثل سويسرا والنرويج والمملكة المتحدة وحتى الولايات المتحدة.
وأظهرت أن المخاوف التي تثيرها الهجرة المرتبطة غالبا بالإسلام، وتأتي في طليعة العوامل التي تفسر إضعاف الديمقراطية لدى الأوروبيين وأن النتيجة الطبيعية لذلك هي صعود وتنامي الشعبوية.
وهذا هو الدرس الرئيسي لهذه الدراسة التي أجرتها مؤسسة إيبسوس لصالح معهد فوندابول للابتكار السياسي، والتي انفردت صحيفة لوفيغارو بنشر أهم نتائجها.
ومن بين ما جاء بها تحديد نسب المرحبين والرافضين باللاجئين. فقد ذكر 24% من الألمان أنه لم يعد بمقدور بلادهم استقبال المزيد من اللاجئين في حين اعتبر 76% منهم أن من واجبهم استقبال اللاجئين ووصلت نسبة الرافضين للاجئين بفرنسا 43% والمرحبين 57%، وسجلت البرتغال وهولندا أقل نسبة للرافضين للاجئين بــ 22% لكل منهما، سجلت أستونيا وبلغاريا أكبر نسبتين للرافضين 63% و60% على التوالي.
واعتبر 58% من الأوروبيين المستطلعة آراؤهم أن الإسلام يمثل تهديدا، وكانت أعلى نسبة في جمهورية التشيك 85%، في حين سجلت البرتغال أقل نسبة لمن يرون في الإسلام تهديدا لبلدانهم بنسبة 36%، ووصلت في ألمانيا 63% وفرنسا 57% وبريطانيا 50%.
وعلقت الصحيفة على هذه النتائج بقولها إن الدخول "المدوي" للحزب اليميني الألماني المتطرف (بديل لألمانيا AFD) للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يُظهر أنه لا صلابة المستشارة أنجيلا ميركل ولا الصحة الجيدة للاقتصاد جنبتا ألمانيا المصير المشترك لجميع الديمقراطيات الغربية أي تنامي الأحزاب الشعبوية.
وستنشر دراسة "إلى أين تمضي الديمقراطية؟" المكونة من 310 صفحات؟" يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
المصدر : لوفيغارو